بنجامين فرانكلين، هو أحد أبرز المؤسسين للولايات المتحدة، وكان عالما مشهورا ومخترعا وفيلسوفا وأديبا، كما أنه رجل دولة فذ من الطراز الذي لا يتكرر، وهو معروف بمقولاته ذات الرؤية والعمق، ومنها «لا تبيع الفضيلة لشراء الثروة ولا تبيع حريتك لشراء السلطة».
وما جعلني أستذكر هذه المقولة لذلك الرجل صعب المراس ذي الثوابت التي جعلت منه قائدا ومؤسسا لأقوى دولة عرفها التاريخ الحديث وأرقى دولة في تاريخ العلم والتطور التكنولوجي، هو أننا كم نحتاج الى (فرانكلين) في صفوف الحكومة، وكم نحتاج الى (فرانكلين) في صفوف الأعضاء المعارضين لأداء الحكومة، حتى نستطيع وأد المخططات التي تحاك ضد هذه الأرض وأهلها، ونخمد حربا وتصفيات أراد مشعلوها والمحرضون عليها من تنمية البلاد ومصالح العباد ساحة لهم ومكانا لما يحملون من اختلافات وتطاحن ذي إطار مصلحي لا أكثر، فهناك من يضيره أن تصل القافلة في سكون وهدوء وهناك من يقلقه امتزاجنا الرائع في بوتقة الوحدة الوطنية، وهناك من يعمل جاهدا ليدفع (بالمراكب) حيث ارتفاع منسوب الطائفية والفئوية، وهناك من يزايد على وطنية الآخرين وبكل سذاجة وهناك من يهمه تفريق الشعب الكويتي حسب انتماءات وحسب أصول وحسب قوالب معينة لا تتفق مع واقع المرحلة وأحداث الخريطة السياسية الاقليمية التي نحن جزء منها!
ليست إلى هنا فحسب بل بات واضحا وجليا للعيان أن هناك من لا يريد الخير لنا، من خلال انكشاف بعض الأصوات المتربصة بنا فالاصطياد في المياه الراكدة، والبحث المضني للقبض على سبب واحد لا أكثر لينادي وبكل بساطة، من خلاله بإسقاط الحكومة أو حل المجلس، هو المؤشر الواضح لوجود مثل هذا التربص ولعل ممارسة الصراخ من قبل البعض هو ذاته الستار الذي اتخذه، ليخفي ما يمارسه من طعن للوطن عند بزوغ أي عرض مفاجئ شريطة أن يحقق له مكاسب ذلك العرض، فالصراخ واستعراض الحناجر الذهبية هو ذاته السلاح، الذي استخدم ضد الإنجازات وضد الأشخاص لمجرد خلافات شخصية لا ترقى أن تكون على مستوى الاختلاف الذي يسوّق له ويدعي له ما بين الفينة والاخرى وتعطل مصالح البلاد والعباد فالحل للخروج من هذه المآزق التي يفتعلها الآخرون في حق وطنا العزيز هي لعبة كشف الأوراق وكشف الحقائق وتطبيق القانون والنظام من خلال مسطرة واحدة حتى يسقط المسوقون لممارسة الصراخ في شر أعمالهم، فسياسة الصمت والترفع عن الأسباب الصغيرة والمهادنة والمحاصصة وكسب الولاءات لم تعد تجدي مع إناس يتغيرون حسب المصالح وحسب الصفقات وحسب المواقف المتبادلة.
[email protected]