تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأدخلنا فسيح جناته، لله الحمد والشكر على هذه النعمة نعمة صيام رمضان، ها نحن في عشر العتق من النار فاغتنم الفرصة أيها العبد وطبق الأوامر الربانية كما يحب سبحانه ان يطبقها عبده المسلم، واعلم أنك راحل عما قريب عن هذه الدنيا وستجرد حتى من ملابسك إلا أعمالك التي سجل لك الله بها حسناتك، أما الأعمال التي سجل لك بها سيئاتك فإنها ستمحى بقدرته سبحانه وتعالى إذا صمت رمضان كما يريدك الله ان تصوم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
هناك مشكلة يقع فيها الكثير منا وهي اننا جميعا بلا استثناء نحب بل نستميت على إنجاز أمورنا الدنيوية كالمعاملات وكسب المال والشهادة حتى اننا نحرص على أن يطلق علينا صفات كثيرة كالكرم والشجاعة والحكمة وغيرها من الصفات الزائلة ونحرص على أداء الأعمال التي تحبب فينا الناس، أما الأعمال التي تحبب الله فينا والتي تستمر معنا حتى بعد مماتنا ونحاسب على إهمالنا فيها، فإننا نقول جهرا إن الله غفور رحيم.
نعم إن المغفرة والرحمة من صفات الله سبحانه وتعالى ومن صفاته أيضا انه شديد العقاب، فصم رمضان أيها العبد إيمانا واحتسابا، واعلم أن الصيام ليس عن الطعام والشراب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام عن اللغو، والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل اني صائم» وقال أيضا: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه» هذا كلام رسول الله فتمعن أيها المسلم واحرص على أن يحتسب لك الله صياما كاملا انه قريب مجيب.
إنني استغرب من كثرة ارتكاب المعاصي من قبل البعض في شهر رمضان على العلم بأن شياطين الجن قد صفدت، ولكن وللأسف تكثر علينا المفاسد وتصحو شياطين الإنس ويستعر جنونها في هذا الشهر الفضيل! لماذا يا جماعة تضيقون على المسلمين في لغوكم هذا (الحرب استعدوا الحرب)! وأقصد هنا سياسيو رمضان شغلهم فقط الهرج والمرج في شؤون البلاد والعباد وسط الدواوين وكأن البلد سائبة وليست محكومة، الله يستر من شياطين الربع المستعرة ويحفظ ديارنا وحكامنا وشعبنا من كل شيطان وحاسد لم يطعم من المقسوم (لله در الحسد ما أعدله... بدأ بصاحبه فقتله).