أما وقد اقتربت أعمال الدراما الرمضانية من نهايتها فقد اصبح واضحا ان «المتوسط وما دونه» كان سمة الأعمال الرئيسية في موسم غاب عنه النجاح العريض الذي حققته في مواسم ماضية أعمال مثل «أمنا رويحة الينّة»، «ساهر الليل»، «زوارة خميس» و«الفرية» وغيرها.
وكما في كل سنة يشهد مهرجان «المميزون في رمضان» تكريما لافضل الأعمال والنجوم مثيرا الجدل حول آلية اختيار المكرمين أو «الفائزين» وانقساما بالرأي في شأنه.
ولم تكن دورته التاسعة هذا العام استثناء حيث حظيت بالتقدير والإشادة كما نالها الكثير من الانتقاد وحتى السخرية، فأين يقع هذا المهرجان الذي رغم كل الهجوم عليه مازال يشكل محطة سنوية تجد لها مكانا واسعا من الاهتمام؟
في الواقع يعاني المهرجان من عدة نقاط ضعف أبرزها بعض مشاكل التنظيم اللوجيستية التي تتكرر سنة بعد سنة، وكان سوء نظام الصوت والمايكروفونات مثالا عليها أمس الأول، الى جانب عدم الوضوح في آلية اختيار المكرمين أو من يُطلق عليهم «الفائزين بالجوائز»، ففي النسخة الحالية فازت مثلا أربع ممثلات بجائزة «أفضل ممثلة دور أول» وهن: مرام وهند البلوشي وشجون وهنادي الكندري، كل نجمة منهن مرشحة طبيعية مؤهلة للفوز، لها اسمها وجمهورها، لكن من منهن كانت الأفضل هذه السنة؟ لم يجبنا المهرجان عن هذا السؤال المهم مفضلا ان يتشاركن الجائزة كلهن معا.
بالمقابل وفي فئات اخرى مثل أفضل مخرج وأفضل كاتب كانت الأمور اوضح واختير اسم محدد لكل فئة، لكن الطابع الغالب عموما هو الغموض الذي يكتنف آلية الفوز التي تحتاج الى توضيح اكبر، فالتكريم والفوز امران مختلفان.
وبغض النظر عن الهجوم الشديد على المهرجان ونتائجه فإن المتابع لدوراته يلاحظ انه رغم تكرار اسماء كثيرة من النجوم المحتفى بهم بين سنة وأخرى، فإنه على مدار الأعوام التسعة كرّم أغلبية الوجوه الشابة والصاعدة على الساحة الفنية وأغلبهم وقف على خشبته وحمل شهاداته.
بغياب التكريم الرسمي المستند الى نظام محدد وصارم للتصويت ومعايير الفرز يبقى «مهرجان المميزون» وان كان لا يقدم جوائز أو حوافز مالية للفائزين أفضل من لا شيء، وهو ما يعبر عنه بصدق النجمات والنجوم الذين نلتقيهم فيه عاما بعد عام، ويؤكدون ان ما يستحقه القائمون عليه، وخاصة راعي المهرجان الشيخ دعيج الخليفة ومدير المهرجان الزميل نايف الشمري، هو الثناء والتهنئة على ما يبذلونه من جهود كل سنة وليس التقليل منها وتسخيفها.
الميزانيات الكبيرة المستثمرة في قطاع الدراما الخليجية وملايين المتابعين له ولنجومه يؤكدان أهمية وجود مثل هذه المناسبة السنوية، بل ومناسبات اخرى تشارك فيها لجان تحكيم مختصة وفق معايير دقيقة واحترافية، وتُمنح فيها جوائز مالية للفائزين وتحدد قوائم ذهبية لهم، فحدثٌ كهذا يمكن ان يشكل حافزا كبيرا لنهضة قطاع الدراما وتسابق الفنانين والنهوض بالحركة الفنية والثقافية على وجه العموم.
|
صورة جماعية للمكرمين في مهرجان المميزون في رمضان 2016 مع راعي المهرجان الشيخ دعيج الخليفة والزميل نايف الشمري |