لا شك أن ما تمثله قضية المقيمين بصورة غير قانونية من خطر أمني واجتماعي على الكويت يجعلنا نعيش في حالة من الخوف والهلع الشديدين على أمن البلد وأبنائه، فمن الطبيعي أن ترك ما يفوق الـ 100 ألف إنسان دون هوية أو عمل أو حل جذري سيؤدي في نهاية المطاف إلى مالا تحمد عقباه، فتركهم بهذا العدد وهذا الوضع غير الطبيعي سيدفع البعض منهم حتما إما للسرقة أو الرضوخ لأي جهة معادية تقدم لهم الأموال لتستغلهم بعد ذلك في العبث بأمن البلد، لذلك نرى أن بصيص الأمل في حل هذه المشكلة المزمنة في الجهاز المركزي الذي أنشئ لحل هذه القضية، لكننا نرى أيضا أن إنشاء هذا الجهاز لم يكن بالأمر الصعب بل إن الأصعب هو اختيار الشخصية التي ستتولى إدارة هذا الجهاز، ومما لا شك فيه أن مرسوم تعيين صالح الفضالة رئيسا تنفيذيا لهذا الجهاز أعاد لنا الثقة في اختيار الحكومة لمن يتولى المناصب الحساسة من جهة وعلى جديتها في وضع حل جذري لهذه المشكلة المزمنة.
لذلك نتمنى على الحكومة ومجلس الأمة إثبات الجدية في حل هذه القضية من خلال الابتعاد عن التدخل في سير عمل الفضالة ومن معه في هذا الجهاز، ليتسنى لهم تطبيق الخطة التي وضعها المجلس الأعلى للتخطيط على أرض الواقع، فالخطة وضعت 5 سنوات كعمر افتراضي لإنهاء هذه القضية.
رسالة إلى صالح الفضالة: موافقتك على تولي هذا الجهاز ليس بالأمر السهل، فالكل يدرك مدى استفادة بعض نواب مجلس الأمة انتخابيا من استمرار هذه القضية دون حل، وهم على استعداد «لفركشة» كل الحلول من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، فضلا عن وجود الكثير من المزورين ممن دخلوا الكويت بليلة ظلماء يرون في وجود صالح الفضالة على رأس هذا الجهاز بداية لنهايتهم، لذلك نقول لك يابو فضالة: توكل على الله سبحانه في حل هذه القضية دون الالتفات إلى نواب البدون ولا خفافيش الانترنت، فوجودك في هذا الجهاز هو أملنا في حل هذه القضية.
[email protected]