بعد أشهر عجاف بدأت المطاعم والمقاهي تتنفس عقب قرار مجلس الوزراء السماح لها باستقبال الزبائن وفق اشتراطات صحية، وهذه الخطوة نأمل أن تكون مبشرة وانفراجة لإعادة فتح المطار أمام حركة السفر، على أن يكون الانفتاح المنتظر بعون الله يشمل على الأقل كخطوة أولى الجميع بمن فيهم الوافدون الذين يقيمون في كويت الخير وانقطعت الصلة بأسرهم لنحو عامين، وهناك من مكث مضطرا خوفا من السفر الى موطنه وعدم تمكنه من العودة مرة أخرى لأكثر من 3 أعوام، والشريحة التي أعنيها تقدر بمئات الآلاف، وبالتأكيد فإن بقاءهم في البلاد أثر بشكل كبير على الحركة التجارية، خاصة أنهم يغادرون إلى بلدانهم محملين بالملابس والهدايا.. إلخ، هذا الى جانب أن توقف السفر ألحق خسائر مليونية بشركات الطيران والسياحة والسفر.
ورغم أن كل التقارير الطبية تقول إن فيروس كورونا اللعين غير قابل للتأثير فيمن تلقى اللقاح، إلا أن تجاهل قضية تمكن الوافدين من المغادرة والعودة مازال مستمرا. لا بأس من اتخاذ التدابير الاحترازية بمنع المجيء من بلدان عالية الخطورة، لكن استمرار الإغلاق بالتزامن مع تطعيم عدد قد يتجاوز 3 ملايين شخص بنهاية الشهر الجاري غبر مبرر وليس في الصالح العام.
قضية سفر المواطنين المطعمين والعودة واجب عدم النقاش بشأنه، وإذا كان الحظر مباحا في توقيت ذروة الوباء، فإنه لم يعد له محل من الإعراب مع وجود اللقاح وفاعليته حسب التقارير الطبية الصادرة عن جهات علمية معتبرة.
استوقفني الاستطلاع الذي أجرته شبكة «إنترنيشنز» الألمانية والذي كشف عن أن ثلث الوافدين في الكويت غيروا خططهم المستقبلية نتيجة تداعيات فيروس كورونا، وأنهم يخططون في الوقت الحاضر لتسريع مغادرتهم البلاد قبل المواعيد التي كانوا يتوقعونها، سواء بالتوجه الى بلدانهم أو البحث عن دولة أخرى للاستقرار والعمل فيها.
التقرير يظهر بجلاء نفاد صبر الوافدين الذين منوا أنفسهم بأن انفراجة بانتظارهم عقب تلقيهم اللقاح، لكن وجدوا تجاهلا من قبل الحكومة لهم، وكانت هناك رسالة لهم بأنهم غير مرغوب في تواجدهم.
آمل عدم تجاهل هذا التقرير، مع التذكير بأن الكويت بحاجة إلى مزيد من التنمية ومقبلة على مشروعات تحتاج بالضرورة الى الأيدي العاملة الوافدة.
[email protected]
بقلم محمد الجلاهمة