أبشروا بالخير فلن تتأثر الكويت بأي أزمة مالية قد تضرب العالم، ولن تكون هناك مشاكل مادية على مدار قرنين، وسيعيش ابناؤنا وأحفادنا واحفاد احفادنا في ثراء فاحش، ولا حاجة لصندوق الأجيال القادمة ولا حاجة للاستثمار الخارجي بل لا حاجة لتشغيل المصافي النفطية، ولا حاجة لإعطاء الصناعة الأهمية لأن بعض نوابنا اكتشفوا ثروة مستديمة بين ليلة وضحاها، اكتشف نواب الأمة الثروة التي ستغني الكويت وستجعل صندوق الأجيال القادمة يتضخم لدرجة ان يتم البحث عن آلية لتخزين الثروة القادمة، ثروة ما بعدها ثروة، الثروة الجديدة التي اكتشفها نواب الامة لتكون بديلا للصناعة والتجارة والاستثمار هي الوافدون الذين يحولون سنويا 21 مليار دولار، وكان هذا المبلغ هو المشكلة الكبرى التي احدثت العجز الذي سيدفع الكويت الى ان تتحول الى دولة مدينة! نواب ونشطاء كل همهم الوافدون والذين تغربوا وابتعدوا عن وطنهم وأضحت مشكلتهم لماذا يدخرون ويساعدون اسرهم؟! بل أضحى الاهتمام منصبا على كيف يعيشون بالأساس في الديرة ويستنشقون الأوكسجين وثاني اكسيد الكربون ويذهبون الى البحر للاستمتاع بخليجنا العربي وسط درجات حرارة تصل صيفا الى 60 وشتاء الى ما دون الصفر! اذن لابد من استثمارهم ليس بالطبع بمزيد من العمل بل باختراع رسوم، بحيث تشكل هذه الرسوم ثروة الكويت النابضة، فوجدنا مطالبات بأن يلزموا بدفع رسوم من هنا ومن هناك وصولا الى تحديد ارقام فلكية لقيادة المركبات، وكأن الكويت وفرت شبكة طرق ووسائل نقل تغنيهم عن استخدام المركبة الخاصة، اصبح الكل يفكر في كيفية استثمار الوافدين، ولا بأس من ان يتحول الاستثمار الى الرسوم «حلبهم».. نعم حلبهم حتى لا يجدوا ما يعتاشون به في بلد الخير والرخاء، اصبح التفكير ان الوافدين سيأتون إلينا حتى يتحولوا الى متسولين ويهجرون أوطانهم، اي منطق هذا لا اعلم؟! وبدلا من ان يفكر النواب وغيرهم في كيفية تنويع بدائل للثروة النفطية وكيف تتحول الكويت الى دولة جاذبة للاستثمار وكيف يتم تمكين كل المواطنين من الاستفادة من خيرات بلدانهم بشكل قانوني وكيف تتحول الكويت الى دولة مصنعة اصبحت الاستراتيجية المستقبلية التي ستحل جميع مشاكلنا وستجعل عجز الميزانية هي فرض رسوم على الوافدين، بحيث تكون هذه الرسوم وسيلة للتأمين على اجيالنا القادمة، استراتيجية الحلب هي ما خلص إليها بعض اعضاء الأمة، يتضاربون فيما بينهم بتقديم الاقتراحات والمشاريع بقوانين وخرجوا علينا بأفكار عبقرية وخارقة للطبيعة، ولكنها وبلا شك مضحكة وغير متصور ان تطبق لعدم المنطقية.
يا سادة، فكروا في وسائل مقبولة فالوافدون يأتون إلينا للعمل وليس هناك ما يمنع من ان يدخروا والا لماذا أتوا، يا سادة فكروا في مستقبل زاهر للكويت فنحن لسنا مؤهلين للعمل كعمال نظافة او عمال بناء إلخ اتركوا الوافدين يعملون حتى نجد عمالة وطنية تغطي سوق العمل وانظروا الى السوق العقاري والتجاري بعين ثاقبة تحقق الصالح العام واتركوا الوافدين.
[email protected]