المؤشرات تقول إن التماسك الذي حاولت الحكومة الإيحاء به خلال الأشهر الماضية كان تماسكا هشا تماما مثل الطرق التي ما ان نزلت أمطار عليها لأيام محدودة حتى ظهر مدى هشاشتها وانكشف ان الحكومة خدعت لعقود من قبل مجموعة من الفاسدين تربحوا كثيرا دون أدنى نوع من أنواع الضمير لينكشف المستور، وأعتقد ان الامر لن يكون مجديا بإحالة بعض المستفيدين بالباطن الى النيابة دون احالة الشركات والتجار الكبار باعتبار ان ما حدث في الكويت وكشفته الأمطار كارثي ويمكن القول ان كما كبيرا من طرق الكويت خاصة في المناطق الداخلية تحتاج الى اعادة تأهيل، هذا الى جانب ان الامطار كشفت ايضا عن ضعف البنية التحتية في مناطق وللاسف يفترض انها حديثة.
عموما وكما انكشفت هشاشة البنية والطرق والرقابة بما فيها الرقابة البرلمانية، انكشف امر الحكومة وأصبح الإيحاء بالقوة من الماضي، وأضحت استقالات الوزراء فرصة لدى سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك لاعادة اختيار نحو 30% من الوزراء مجددا.
وبالتالي ما المطلوب وما المواصفات الواجب توافرها في الوزراء الجدد حتى لا تكون الحكومة امام عاصفة جديدة من الاستجوابات مع الوضع في الاعتبار ان مجلس الأمة في مراحله الأخيرة وكل نائب يريد تسجيل موقف او الظهور بمظهر المدافع والمحارب والشرس والقوي.. الخ، امام ناخبيه لإعادة انتخابه؟
أعتقد أن الأمر ليس بالصعوبة وأمام سمو رئيس الوزراء فرصة البحث عن وزراء بقوة وحزم وجراءة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الذي تمكن بالأفعال وليس بالأقوال من كشف تجاوزات وسرقات ولم تكن في عهده في جميع القطاعات وأحال ملفات التجاوز الى النيابة وأحال قياديين الى ديوان الوزارة بانتظار المساءلة واعطى رسائل لا تقبل الشك في انه لن يقبل التراخي وان اي متجاوز لن يتركه ومن هنا عاد الاداء في الداخلية الى ما يجب ان يكون عليه، اقول اذا اختار رئيس الوزراء مثل الشيخ خالد او قريبين من حزمه وحكمته وصرامته وتفكيره لاستمرت الحكومة في العمل وحققت الطموحات، وطبيعي لن تتأثر بالموجة النيابية المتوقعة ولكنني متأكد من أن هذا لم ولن يحصل مادام يتم اختيار الوزراء والمديرين العامين ورؤساء الهيئات دون خبرة وترضية، لله درك يا وطن.
[email protected]