قطاع الأمن العام هو احد الأعمدة الرئيسية لوزارة الداخلية ولعل أهمية هذا القطاع تكمن في ارتباطه بالمواطن والمقيم من خلال المخافر ومراكز الأمن المنتشرة في البلاد والتي جعلت كل من تولى هذا القطاع له شعبية ليس فقط لما قدموه من أعمال جليلة لخدمة الوطن وأنما أيضا لتواجدهم بيننا وملامستهم لمشاكل المواطنين والمقيمين بشكل مباشر، خاصة تعاملهم مع ظواهر الاستهتار والتسول والمخالفين للقانون وأيضا لانتشارهم في المناطق السكنية على مدار الساعة لبث الأمن والأمان والاطمئنان في النفوس، وبالنظر الى من تولى هذا القطاع نجد انهم بالفعل اكتسبوا شعبية مستحقة ومنهم الفريق ثابت المهنا والفريق عبدالفتاح العلي وصولا الى الفريق إبراهيم الطراح والذي أجاد واجتهد واستطاع ان يترك في نفوس المواطنين والمقيمين محبة انطلقت من عطاء وتفان في العمل، وهذا للأمانة.
كنا نعتقد ان فراغا سيطرأ على هذا القطاع ويمكن ان يتأثر برحيل الفريق عبدالفتاح العلي ولكن سرعان ما تلاشت هذه المخاوف بوجود اللواء الطراح ومواصلة التصدي لكل الظواهر المقلقة في المجتمع ومواصلة السهر والجهد على خدمة الوطن وأمنه وأمانه.
حتما ترك الفريق الطراح بصمة مؤثرة في نفوس جميع من عملوا معه وكل من شاهده، ومشاهد تعامله مع الجمهور لا يمكن أن تزول او تنسى، وكان نموذجا للمواطن الوفي لوطنه والمتفاني في خدمته والساهر على أمنه والمتابع لكل ما يدور في عالم التواصل وأعطى تعليمات بالتصدي لأي تجاوز على القانون يرصد من قبل المواطنين على وسائل التواصل سواء كانت قضايا استهتار ورعونه ومشاجرات واعتداءات تقع على رجال الأمن أو المدنيين، وكان نصيرا للحق، عادلا مع الجميع.
أقول لأبو أحمد بيَّض الله وجهك وكفيت ووفيت بعد رحلة عطاء قاربت الـ 40 عاما توليت فيها عدة مناصب منها ضابط الارتباط مع الجيش الأميركي في مرحلة مهمة من تاريخ الكويت، لن ننساك، أعدك ان العقول والتاريخ سيخلدونك وسيخلدون سيرتك العطرة.
وأقول للواء الشيخ فيصل النواف نعلم علم اليقين انك من أصحاب الكفاءات وستواصل المسيرة بكل عطاء وتفان لخبرتك الأمنية ورجاحة عقلك وتواضعك، نتمنى لك التوفيق لخدمة الوطن، كما أتمنى من وزير الداخلية ان يتم تعيين اللواء إبراهيم الطراح كمستشار للاستفادة من خبرته الأمنية التي لا يستهان بها وبكفأته المعروفة.
حفظ الله الكويت من كل مكروه.