اعتمدت معظم دول الخليج لعقود طويلة على النفط كمصدر وحيد للدخل باستثناء إمارة دبي والتي خطت خطوات متقدمة نحو استبدال النفط بمصادر أخرى تجارية واستثمارية واعدة، أيضا استبق صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كل الخبراء الاقتصاديين ووجه بتبني رؤية بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري بحلول 2035.
المراقبون والمحللون الاقتصاديون حذروا من خطورة استمرار اعتماد دول المجلس على إيراداتها من النفط مما قد يدخلها في حسابات معقدة تؤثر في حركتها الاقتصادية ومشاريعها التنموية.. ودعوا الى ضرورة أن تعمل هذه الدول على وضع برامج من شأنها الحد من اعتمادها على مورد مهدد بالنضوب كسلعة النفط.. وطالبوا بضرورة أن تعمل دول المجلس على تنويع مصادر الدخل واستغلال الثروات الطبيعية التي تمتلكها من خلال توظيفها بالشكل الصحيح والمدروس، انطلاقا من ان النفط سلعة ناضبة والاعتماد على إيراداتها أمر محفوف بالمخاطر. لذا يجب أن تهتم دول الخليج بالتنمية الصناعية، التي تعتبر أساس التنمية، أيضا شدد صندوق النقد الدولي على أهمية التوسع في التنويع الاقتصادي، وتعزيز القطاعات غير النفطية في دول التعاون للحفاظ على النمو والفوائض المالية في المستقبل البعيد.
نعم النفط لا يزال العامل الرئيسي في تحريك الأداء الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي ولكنه حتما لن يستمر إلى ما لا نهاية او للعقود المستقبلية لذا استوجب ذلك تنويع المصادر دخل بلدان المنطقة كي تضمن نموا قويا في المستقبل بعيدا عن الإيرادات النفطية، كل هذا دفع كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد وسمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان الى تبني رؤية تنموية تعتمد على تطوير واستحداث مشاريع عملاقة جاذبة للاستثمار وجاذبة للسياحة.
الاعتماد على النفط كان يشكل خطورة على مستقبل الدول الخليجية للأسباب التي ذكرتها وبالتالي كان لازما تبني مثل هذه المشاريع الواعدة والتي حتما ستخرج دولنا من عنق الزجاجة. ان فكرة تطوير الجزر الكويتية فكرة عبقرية باعتبارها ستكون مصدرا مهما للدخل وتستقطب 200 ألف وظيفة وعائدات تفوق 35 مليار دولار سنويا.
وكذلك كان الأمر لسمو ولي العهد السعودي بتبني رؤية استثنائية لاقتصاد غير نفطي، واستحداث طفرة في الاستثمار العقار والصناعي بجوار تطوير البترول.. وتأسيس صندوق استثماري بـ 2 تريليون دولار بحلول 2030.
أتمنى من الله عز وجل ان تتحقق هذه الرؤى الواعدة، كما انني أشكر الشيخ ناصر صباح الأحمد وسمو الأمير محمد بن سلمان على جهودهما المبذولة ولحرصهما على مستقبل وطنيهما وجعلهما من الدول المتقدمة، وأسأل الله لهما التوفيق والسداد وعلى العهد باقون.
[email protected]