حسب تقديرات وزارة الصحة فإن ميزانية العلاج بالخارج للعام 2018/2019 تبلغ نحو 313 مليون دينار، منها 308 ملايين للعلاج بالخارج، و5 ملايين لتغطية تكاليف التأمين الصحي لجميع الطلبة الكويتيين الدارسين في الخارج على نفقة الجهات الحكومية او على نفقتهم الخاصة، وبحسبة تقريبية بسيطة فإن كلفة العلاج بالخارج خلال العقدين الأخيرين تجاوزت 6 مليارات دينار اي نحو ٢٠ مليار دولار على أقل تقدير ولن أتحدث عن فترة ما قبل تقنين العلاج بالخارج لأنه إذا تم حصرها بشكل دقيق سنفاجأ برقم خيالي لا يمكن تصوره.
إذا 20 مليار دولار إنفاق على العلاج بالخارج وكما نعلم ان أكثر من 50% تذهب الى المرافقين ومصروف الجيب والعلاج السياحي الذي يقدم للمتنفذين وللمقربين من أصحاب القرار ولمن يمتلك واسطة ومرضى الانفلونزا والذين يتكلفون عناء السفر الى دولة أوروبية لشهرين او أكثر هم وأسرهم حتى يتعافوا من الانفلونزا الموسمية وكان الله في عونهم.
بالله عليكم لماذا لم تفكر الحكومات المتعاقبة في إنشاء مصحات علاجية على الأقل لوقف الهدر واستثمار هذه المصحات العلاجية كمصدر للدخل أسوة بدول عديدة؟!
بالطبع غير صحيح ما يمكن ان يردده البعض من ان الطقس في الكويت سوف يقف حائلا أمام السياحة العلاجية! وأقول لهؤلاء هذا الافتراض غير صحيح ولو كان هكذا لكان الطقس وقف امام الأشقاء في الإمارات ولم تصبح من افضل الدول العربية استقطابا للسياحة الأوروبية والخليجية والعربية.
وعلى افتراض أن لا سياحة علاجية سوف تأتي لنا وهذا افتراض ضعيف لان الترويج لهذا النوع من السياحة سيكون له تأثير السحر، فإننا سوف نوقف هدر العلاج بالخارج ونشيد مرافق علاجية تخدم المستقبل والأجيال المقبلة، وذلك من خلال ما ينفق على بند العلاج. ايضا سوف نستقدم امهر الكفاءات الطبية على مستوى العالم. وأخيرا لابد ان أذكر أن هناك أرضية للسياحة العلاجية قائمة وهناك الى جانب الزيارات العائلية والسياحية والتجارية زيارة غير مفعلة وهي الزيارة العلاجية.
الموضوع يحتاج الى قرار وباعتقادي ان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد قادر على تفعيل السياحة العلاجية في الكويت، وهذه الخطوة ستواكب مشروع التنمية.
حفظ الله الكويت وشعبها وكل مقيم فيها من كل مكروه.
[email protected]