تتنوع سمات الزيارات في الكويت ما بين عائلية وتجارية وسياحية وعلاجية، وقد تطرقت قبل أسابيع الى الزيارة العلاجية وطالبت بضرورة تفعيل هذه الزيارة شريطة تدشين مرافق علاجية متقدمة وباعتبار ان مثل هذا الخطوة تعد مصدرا للدخل والخزينة وتنهي ترف العلاج بالخارج.
اليوم سأتناول الزيارة السياحية وهي مجرد اسم ولا تختلف عن الزيارة العائلية في شيء، فقط الاختلاف في مدة الإقامة في الكويت فأحيانا تمنح لفترة شهر أو لـ 3 أشهر وتمنح لأسر الوافدين من متوسطي ومحدودي الدخل وهؤلاء يقيمون لدى أسرهم.
في المجمل نجد ان الزيارات العلاجية مجمدة والسياحية لا تغني ولا تسمن من جوع.
أعتقد انه من المهم ان تمضي الكويت على خطى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والتي اتخذت خطوات نحو إحداث قفزة في السياحة الخليجية واستقطاب رؤوس الأموال بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولما لا ونحن شعب واحد وأشقاء مع المملكة ومصيرنا واحد ومشترك؟!
الإقامة المميزة التي اعتمدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين فكرة رائدة وتجلب رجال أعمال ورؤوس أموال من كل بقاع العالم وهي تعبر عن تفكير متطور.
كما ان الزيارة السياحية التي استحدثتها الحكومة السعودية وآخرها تلك التي تستخرج في غضون 3 دقائق لزوار «موسم جدة» ذات قيمة مزدوجة، فإلى جانب انها تستقطب شريحة مهمة ومتميزة فإنها تسلط الضوء على المملكة كإحدى الوجهات السياحية الرائجة على الصعيد العالمي وهنا يظهر الفكر الذي يتماشى مع احتياجات المستقبل بعيدا عن النفط والاعتماد عليه.
كل المؤشرات تقول اننا في الكويت «محلك راوح» والمطلوب من الكويتيين ان يكتفوا برؤية كافة الدول تتقدم على جميع الأصعدة المختلفة، ويكتفوا بحلم السبعينيات والثمانينيات بأن الكويت كانت درة الخليج.
آن الأوان أن نغير هذا الفكر، المال قد يكون عائقا أمام الكثير من الدول لإقامة مشاريع عملاقة ولكن عائق المال ليس له محل من الإعراب في الكويت والحمد لله هناك فائض مالي ضخم للدولة، وأيضا في الكويت تجار كبار يمتلكون ثروات طائلة ويضطرون الى الاستثمار خارج الكويت لأسباب يعرفها القاصي والداني، ونملك كشعب طاقة تجارية، كل هذا يحدث فارقا عظيما ويمكن ان يحدث قفزة تنموية هائلة وأتمنى من أشقائنا في المملكة عدم الالتفات الى اي احد منا او منكم يحاول تعكير علاقتنا مع بعض فنحن كدولة وحكومة وشعب معكم في السراء والضراء والله على ما أقول شهيد.
[email protected]