لا يسعني إلا أن أثمن الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات العسكرية ممثلة بالجيش الكويتي وجميع اجهزة وزارة الداخلية ممثلة بقطاعاتها الميدانية وقطاعاتها الأخرى خاصة جهاز امن الدولة والمباحث الجنائية، وأيضا أثمن دور جهاز الحرس الوطني على جهودهم وحرصهم على تنفيذ خطط معدة سلفا تحسبا لأي طارئ يمكن ان تتعرض له الكويت بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وما تشهده المنطقة من تصعيد متعمد من قبل احدى الدول المجاورة واستهداف الدول الخليجية والعبث بأمنها، يتوجب معه ان تعمل هذه المؤسسات الوطنية بكل ما يمكن لتحقيق أقصى درجات الامن والأمان للمواطنين.
إن تفاعل الأجهزة العسكرية مع المخاطر التي يشعر بها المواطنون وصدور تعليمات برفع الجاهزية والاستعداد لهو إدراك من هذه المؤسسات الوطنية التي نفخر بها بإحساس المواطنين، وتؤكد أنها معه وتسانده وتتخذ ما يلزم من إجراءات ضرورية تستلزمها الظروف.
ما أريد الحديث عنه في زاويتي لهذا الأسبوع هو حرص وزارة الداخلية بين فترة وأخرى على تطهير نفسها من العناصر المسيئة للجهاز سواء بالإحالة إلى النيابة أو بالوقف الاحترازي عن العمل او حتى بالتسريح من الخدمة.
قبل سنوات بسيطة بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في الانتشار، ومؤخرا وجدنا حسابات بعينها متخصصة في نشر اسرار وزارة الداخلية حتى ظن البعض أن مثل هذه المواقع تدار ومعلوماتها تستقيها من قيادات رفيعة ولا اقصد رفيعة مديرين عامين او مساعديهم او حتى وكلاء مساعدين بل أكبر من ذلك.
قضية تظاهرات «البدون» جاءت، وكما يقال رب ضارة نافعة، لتكشف عن شبكة من «البدون» تدير خدمات وحسابات، وكانت الطامة الكبرى ان قياديا بارزا يفترض انه مؤتمن على الأسرار، على الأقل بحكم عمله، هو مصدر رئيسي لبعض مثل هذه الحسابات المسيئة والتي تخلق حالة من البلبلة وتمس بالأمن العام.
القيادي وبعد انكشاف أمره كان لابد أن يعاقب بشكل سريع، ويحسب لوزارة الداخلية وخاصة الشيخ خالد الجراح ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، عدم التستر على احد قياداتها والذي يتولى منصب مدير عام بل إحالته مثل غيره الى النيابة لينال ما يستحق من عقاب يتناسب مع ما ارتكبه من جرم بحق المؤسسة التي يفترض ان يكون مخلصا لها وأمينا على اسرارها.
ان إحالة القيادي الى النيابة رسالة لجميع الضباط صغارا وكبارا بأن من يسيء لعمله ويضر بوطنه فلابد ان يُلفظ، وان الوزارة ستستمر في تطهير نفسها بنفسها، وهذا ينطبق على أي ضباط أو عسكري في أي موقع كان.
وأود أن أذكّر كل مواطن ومقيم على ارض الكويت بضرورة التعاون مع رجال وزارة الداخلية والإبلاغ عن أي شيء مشبوه.
اسأل الله العلي القدير أن يحفظ الجميع.
وأن يرد كيد من أرادوا بنا شرا في نحورهم.
[email protected]