بين المملكة العربية السعودية الشقيقة ووطني الكويت أواصر لا يمكن حصرها، إذ تجمع بين الشعبين علاقات وطيدة، وتجلت مدى تجذر هذه العلاقة والمعدن النفيس للأشقاء بالمملكة في فترة الغزو العراقي الغاشم، حينما فتحت المملكة أبوابها لأبناء الشعب الكويتي كافة وتبنت مهمة تحرير الكويت.
التطرق إلى قوة الروابط بين الشعبين وأنهما حقا شعب واحد لا شعبان يحتاج إلى مجلدات، وأمام صلابة الروابط الوطيدة فشلت كل المساعي والخطط للوقيعة بين الشعبين والحكومتين على مدار عقود، حتما سوف تفشل أي خطط بهذا الشأن.
في شأن المنطقة المقسومة والمنطقة المحايدة يحسب للجانبين السعودي والكويتي التعقل وعدم تناول الموضوع إعلاميا لأن إثارة قضايا مالية وفنية وتخصصية في الإعلام تفرق ولا تقرب، ويحسب للدولتين ان تركتا التباحث في هذا الموضوع الشائك للجان فنية متخصصة تعمل حتى أثمرت الاجتماعات اتفاقا تاريخيا يعود بالخير على الشعبين ويجسد عمق وخصوصية العلاقات بين البلدين في إطار من الوضوح والصراحة والتي تنطلق من الإيمان الكامل بالمصير المشترك والعمق الاستراتيجي الممتد بينهما.
إبرام اتفاق المنطقة المقسومة يعني استئناف الإنتاج من حقلين مشتركين وحصول الكويت على منفذ بحري جديد لتصدير حصتها من نفط المنطقة المقسومة، إلى جانب عودة 250 ألف برميل يوميا إلى الإنتاج الكويتي، وزيادة احتياطيات النفط الخام والغاز الطبيعي.
كما ذكرت، فإن حكمة القيادة السياسية في البلدين كانت الفيصل في تجاوز أي عوائق، ودوّن هذا بجلاء رئيس مجلس الأمة الأخ مرزوق الغانم في شهادته أمام التاريخ في هذا الشأن، حينما ذكر انه توجه وبناء على توجيهات وأمر من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإنجاز الاتفاقية. الموقف الرائع لسمو ولي العهد السعودي صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، لا شك انه حسم هذه القضية وانعكس بالوصول للاتفاق.
aljalahmahq8@hotmail