تستحوذ أخبار كورونا على اهتمام كبير من العالم، وتزداد المخاوف لتستر بعض الدول على انتشار الفيروس وعدم الجاهزية في التعامل معه وانتهاج أسلوب التجاهل وعدم المبالاة، انقسم الإعلام العربي في التعامل بين التهويل واللامبالاة وخلط البعض الفيروس بالسياسة، وذهبوا إلى أن تصنيع هذا الفيروس تم في المختبرات الأميركية، ونشره في الصين، لمحاصرتها اقتصاديا وإغلاق أسواقها التجارية، انطلق المسلمون أو بعضهم بأن الفيروس ضرب الصين الملحدة، انتقاما من الله لأفعالهم بأقلية الإيغور، ولكن كل هذا تلاشى مع انتشار الفيروس في نحو 100 دولة في شتى بقاع العالم بما فيها الولايات المتحدة والدول الإسلامية، من ثم بدأت الحكومات تتعامل معه بمنطقية بعيدا عن نظريات المؤامرات السياسية والدينية.
وبالنظر الى الكويت فقد طالها المرض وأصيب حتى اليوم نحو 69 شخصا، الغالبية العظمى منهم مواطنون عادوا من إيران، رغم ان الأزمة طبية بامتياز، ولكن المشكلة المزمنة وهي تحول الجميع الى خبراء في الصحة، متجاهلين المثل الكويتي «عط الخباز خبزه لو احترق نصه» عادت مع انتشار الفيروس حول العالم.
أما الحكومة فمارست سياسة القرار وعكسه، واتخذت قرارات متضاربة في غضون ساعات بفعل ممارسة ضغوط عليها وعدم ترك أصحاب الاختصاص وهم المعنيون في وزارة الصحة باتخاذ ما يلزم.
لا اعرف لماذا صدر قرار بفرض تحليل خلو الوافدين من المرض ولماذا ألغي؟ ولماذا تم التراجع عن قرار حظر السفر الى بعض الدول؟ كل ذلك يؤشر الى ارتجالية التعامل مع الفيروس، وما يعنيني في هذا التوقيت هو سلامة المواطنين والمقيمين لأن الكويت كانت وستستمر دولة الإنسانية والعطاء، واعتقد أن صحة المواطن الكويتي خط أحمر لانه ما من احد يستطيع تحمل ما يمكن ان يقع على مواطن أو يؤدي الى وفاته لأي سبب كان.
ما أتمناه ان تتعامل الحكومة مع هذه الأزمة بحكمة وبعيدا عن أي ضغوطات مهما كانت مصدرها ومن منظور المصلحة الوطنية.
[email protected]