انتقد الدكتور الفاضل عبدالله النفيسي اعتماد العائلات على العمالة المنزلية في تربية أطفالهم، وقال: «الخادمة هي من تذهب بالطفل الى الحديقة، وهي اللي توكله، وتذهب به الى المدرسة»، وأضاف «الطفل لا يرى أمه بقدر ما يرى الخادمة».
والشيء بالشيء يذكر، في سنة من السنين نسيت أم طفلها في رياض الأطفال لاعتمادها على الخادمة والسائق وكان يوم الأحد إجازة للخادمة والسائق، والأم متكلة عليهما في كل شيء.. لكن مديرة الروضة أخذت الطفل معها الى بيتها ونام عندها ليلة كاملة وفي اليوم التالي استدعت المديرة الأم وأخبرتها بأن طفلها البارحة نام عندها في بيتها بسبب إهمالها.
ومن المواقف الطريفة دكتورة في كلية التربية تقول: «أخذت طفلي معي الى الحديقة يرتع ويلعب مع الاطفال.. وهناك قال له طفل يبلغ من العمر خمس سنوات تقريبا خدامتكم وايد حلوة»!
الإعلامي محمد ناصر السنعوسي ـ الله يعطيه الصحة والعافية ـ كان يقول عن الخادمة بأنها «دانة» لأنها الكل في الكل في البيت، الجميع محتاج لها صغير وكبير، وعندما تسافر الى بلدها شهرا او شهرين تصير مأساة في البيت؛ الأطفال يتعبون نفسيا وصحيا بسبب فراقها عنهم لأنها «البديل».
الآن أغلب الأمهات يضعن أطفالهن في الحضانة بسبب عملهن.. وعن الحضانة يقول الدكتور جاسم المطوع: «الأم الكبيرة ويقصد بها الجدة، أفضل ألف مرة من الحضانة، لأن الحب اللي تعطيه الجدة، حب غالي لا يقدر بثمن لأنه صادق ونابع من القلب، وعلى رأي المثل: «ما أعز من الولد إلا ولد الولد»، وحب الحضانة والمربيات والمعلمات في الحضانة حب مستأجر»!
وتقول الداعية الإسلامية هيام الجاسم: «ثلاثة أرباع التربية على الأم والربع على الأب والربع كثير».
يحضرني شعر جميل استمعت إليه من إذاعة دولة الكويت بصوت طفل يشتكي ويقول:
يا ندامة على أطفال عند الخدامة
الأم تطلع والأب لاهي بدوامه
الطفل المسكين صار مكسر كلامه
نسي أمه سبيچة يحسبها شامه
لين يا ها مكتوب من الفرحة تطير مثل الحمامة
تنسى الطفل حتى يطيح وتتكسر اعظامه
لا أم ولا أب طبيب يودونه يشوفون شعلامه
كل شي آهي تسويه الخدامة
آهي تسبحه آهي توكله آهي تلبسه البيچامة
صرنا نشوف عيالنا مع الخدم كأنهم يتامى
صح لسانك
اقرأ واتعظ: صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً
تخلت أو أباً مشغولا