كنت ولا أزال من المعجبين بفضيلة الشيخ المرحوم، بإذن الله تعالى، محمد متولي الشعراوي، وكنت استمع إليه صباح يوم الجمعة، عبر اذاعة دولة الكويت، حيث يقدم برنامج تفسير وخواطر من القرآن الكريم، وكنت احرص على متابعته وتسجيل حلقاته بواسطة أشرطة كاسيت، وما زلت احتفظ بها في مكتبتي.
اذكر انني استمعت الى قصة رائعة ذكرها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وإليكم القصة:
يروى ان رجلا كان يسير ليلا، فرأى العسس (الجنود الذين يسيرون ليلا)، فقال في نفسه: قبل أن يسألوني من أين أتيت وإلى أين تذهب، سأجري عن أعينهم، وجرى مسرعا، فلفت أنظارهم إليه، فجروا وراءه وتتبعوه حتى وجدوه مستترا في مكان خرب، فلما دخلوا عليه وأمسكوه نظر أحد العسس فوجد قتيلا في ذلك المكان الخرب، فقال: انظروا ما هذا؟ لا شك أنك قاتل هذا الرجل، كل الدلائل والملابسات تشير إلى أنك القاتل.
أخذوه معهم للمحكمة حتى ينال جزاءه، وسأله القاضي: هل لك من حاجة؟ قال: نعم، أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي ركعتين لله، فأمهلوه، ثم صلى، ورفع يديه بعد أن فرغ من صلاته متضرعا: اللهم إنك تعلم أنه لا شاهد لي على براءتي إلا أنت، وأنت أمرتنا في كتابك ألا نكتم الشهادة (ولا تكتموا الشهادة)، فيا رب يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام فرّج كربتي.
فبينما هم كذلك، وإذا برجل يدخل المحكمة ويقول: أنا قاتل القتيل!
فاندهش الجميع وقالوا له: لماذا تُقرّ على نفسك ولم يركَ أحد؟ فماذا كان رد القاتل: والله ما أقررت وإنما جاءني هاتف فأجرى لساني بما قلت! فلما أقر بأنه القاتل قال ولي المقتول وهو ابنه: اللهم إني أشهدك أني قد عفوت عن قاتل أبي من ديته وقصاصيه.
٭ اقرأ واتعظ: قال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
وقال تعالى (وقال ربكم دعوني أستجب لكم).
وقال النبي عليه الصلاة والسلام «احفظ الله يحفظك».