كان يوم ثقيلا على امرأة في العقد الثامن من عمرها وهي تتجول في السوق لقضاء حوائجها تحت ظل المطر الغزير والمتتابع، حيث امتلأت الطرقات بالماء وكثرت الازدحامات، وكل يجتهد لحماية نفسه وتفادي تلك العوائق.
فوجئت تلك العجوز بيد دافئة مليئة بالحنان وحب الخير تمسكها وتحمل أغراضها وتعطيها مظلة المطر التي اشترتها لها عندما رأت حالها، ثم عبرت الشارع معها بين تزاحم السيارات وهطول الأمطار.
ما إن تأكدت العجوز من الوصول إلى بر الأمان وعبورها ذلك الازدحام حتى التفتت إلى تلك الرحمة العظيمة والمحبة الكريمة والوجه الرحب وحسن الخلق والأدب، وإذ هي بامرأة في مقتبل عمرها مرتدية الحجاب، لتقول لها: شكرا لك، من أنت؟ قالت المرأة: أنا طالبة أدرس في أميركا، فلما رأيتك قادني قدر الله لمساعدتك، وهذا من قيم ديننا الحنيف الإسلام، ثم أعطتها مظلة المطر، وقالت: هذه لك.
اشتد إعجاب هذه العجوز بهذا التصرف وأبدت للفتاة إعجابها الكبير بقيم الإسلام السامية.
لقد دخل الكثيرون في الإسلام بسبب قيمه العظيمة وأخلاقه الكريمة في كل مجال، حيث قامت الدعوة للإسلام على نشر قيم الخير والتسامح والتواد والتراحم والتعاون فيما بين الناس، والتي استجاب لها الكثير إلى وقتنا الحالي، ولو أن جميع المسلمين تمسكوا بهذه القيم وتركوا اتباع الشهوات وحب الذات لوجدنا الخير يعم العالم كله.
يقول الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
وهذا منهاج الإسلام في الأخلاق والقيم والأسلوب الحسن في الدعوة إليه.
فهل يسعنا الوقت حتى نتميز بهذه الأخلاق وهذه القيم لنصبح خير أمة أخرجت للناس؟
[email protected]