الرسالة تتكون من أربعة أركان، والسفيه ذلك الفاعل الذي فجر نفسه في مسجد الإمام الصادق رضي الله عنه، فعاث في الأرض الفساد وروع العباد امتثالا لتبعية عمياء ومعية خرقاء لفكر فاسد لا يمت للإسلام بأي صلة.
الركن الأول من الرسالة هو: جهل الفاعل بحرمة دم الإنسان وخاصة دم المسلم فقد قال تعالى في سورة المائدة: (من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) وقال عز من قائل في سورة النساء: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).
والركن الثاني من الرسالة: إن كان الفاعل يرى خللا في عقيدة الآخرين فهذا ليس من واجباته لأن الله عز وجل هو الذي يقبل عمل العباد أما نحن فدورنا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وفي ذلك قال المولى عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في سورة النحل: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وقال في سورة البقرة: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء).
أما الركن الثالث: فإن كان الفاعل يريد أن يزعزع تلاحم المجتمع الكويتي فقد خاب وخسر لأن تلاحم مجتمعنا ولله الحمد صلب كالجبال من نشأة بلدنا، وأصل راق تعلمناه من أجدادنا، فلا تفرقنا اختلاف وجهات نظر ولا تقطعنا اجتهادات فقهية ومذهبية ولا تؤثر على تلاحمنا مثل هذه الفتن.
والركن الرابع: إن كان ما حدث هو أخذ ثأر فإن ذلك من فعل الجبناء وعمل الضعفاء، فقتل الابرياء وخاصة في بيوت الله الآمنة هو تحد سافر ودليل على سفاهة من قام به وتبعية عمياء، بعيدا عن خلق الإسلام وحرمة دماء اتباعه.
فما نقول إلا كما قال الصالحون: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله من استشهد وعافى من أصيب، وعزاؤنا لذوي المصابين، وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.
[email protected]