رمضان هذا الشهر الفضيل جاءنا لنتعلم منه الكثير، فهو مدرسة عالمية تقوم على منهج رباني ومعلم اختاره رب العزة من بين عباده ومخلوقاته، فهو يعلمنا من خلال سنته العطرة وأحاديثه الشريفة المنهج القويم الذي ارتضاه الله عز وجل لنا، فعليه من الله الصلاة والسلام، وجمعنا الله معه يوم الحشر ليسقينا من حوضه الكريم.
رمضان موسم تتغير فيه أخلاق المسلم ونفسياته، فأول دخوله يشعر المسلمون بالرحمة والبركة، ترتاح النفوس، وتقل النزاعات، ويذهب الكسل، وتتواصل الأرحام، والشاهد على ذلك ما نراه في المساجد الممتلئة بالمصلين، وبالدواوين وكثرة روادها، فمن الطبيعي أن تسمع أحدهم يقول هذا صديقي لم أراه منذ سنة، ولا ننسى تواصلنا مع أرحامنا سواء بالزيارات أو الغبقات الرمضانية وحتى الإفطار الجماعي.
رمضان المبارك نتعلم منه حسن الخلق وضبط النفس، فكونك صائما تتدارك الغضب والزعل والكلام البذيء وتقول إني صائم، كما أن تعاملك مع الآخرين رغم العطش والجوع يكون سلسا وجميلا.
رمضان الكريم يقربنا إلى الله تعالى فتكون العبادة دائمة وأعمال الخير متواصلة والأجر إن شاء الله قد كتب وتضاعف.
لعلنا من هذه الصفات نتعلم حتى بعد رمضان ونستفيد في جميع أحوالنا الدنيوية والأخروية، فمن غفل عن ذلك فليس له من رمضان إلا الجوع والعطش ومن استمر على ذلك فهو الفائز بالجائزة.
نسأل الله العلي القدير أن يبارك علينا رمضان، وأن يجعلنا على منهجه طوال حياتنا، وأن يعيدة علينا وعلى أمة الإسلام بالخير والبركة والقبول.
[email protected]