لما نظرت في كلمة «تعمور» ظننت أنها اسم دولة أو حزب، لكن اتضح لي أنها حكومتنا الحالية، لأنها اختصار تعني تصريف العاجل من الأمور.. خمسة وعشرون يوما والعمل في الوزارات يتذبذب بين تفسير العاجل من الأمور، أصبح المواطن إذا كانت عنده مراجعة في وزارة سواء أكان تعيينا أو صرف مستحقات أو توقيع اتفاقيات وعقود، يجد نفسه أمام سد العاجل من الأمور، فعليه أن ينتظر إلى حين التشكيل والقسم في المجلس، حتى الوزراء الجدد سيحتاجون الى وقت لدراسة المواضيع.
نحن مع التريث واختيار الأمثل، لكن دون تعطيل مصالح الأمة، فالبلد فيها كفاءات وخبرات وشباب مثل الورد ممكن تستعين بهم في إدارة البلد، فهم للإصلاح داعمون وللفساد محاربون، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين هم ولماذا الاعتذارات؟!
أعتقد أن السبب في ذلك يعود الى عدة أمور: منها أسلوب الاختيار، فمازال الوقت قريبا على طمام المرحوم، ومنها التدخلات في العمل وعدم إعطاء الوزير فرصته لتحقيق أهدافه، فأصحاب النفوذ يتدخلون، وأعضاء مجلس الأمة يهددون، والوزراء ضائعون بين هذا وذاك، حتى بعض المراجعين يأتي للوزير بعصا النائب أو الشيخ وهذه طامة، ومنها كذلك محدودية الصلاحيات وتقييد بعض الحريات وإن كانت غير واضحة إلا أنها تقيد الوزير وتكسر مجاديفه.
من الجانب الآخر أن بعض المكلفين بالوزارة همه مصالحه ولا يهمه مصالح الشعب والوطن، فعندما يصبح وزيرا يفكر في ماذا سيكون بعد الوزارة، وكم ربح وأفاد واستفاد، وهكذا بالتالي يصبح آلة يحقق مصالح الغير ليحقق أهدافه.
الكويت بلد صغير ممكن بلحظات تعرف خفايا الأمور والطيب والردي فيها معروف، وكلنا عيال قرية وكل يعرف أخاه، فلماذا يظل الاختيار على هذه الشاكلة، ولماذا يظل أعضاء الحكومة بهذا الوضع.. لا بد أن تكون الكويت مبادرة في إدارتها، فهي ومازالت عروس الخليج المتصدرة لكل المبادرات، وهي قدوة الخليج على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها.. عاشت الكويت بأهلها وقيادتها وخيرها المتواصل وحفظها الله من كل مكروه.
[email protected]