موسى المطيري
هو «بدون» هكذا وجد نفسه في حياة الكويت التي لم يعرف غيرها بلدا، ولم يشاهد من بقاع الاراضي غير أرضها، عليها ولد، وتربى، وتعلم، وعمل، وتزوج لينجب 3 بنات كأن كل واحدة البدر المضيء.
احمد ضيف احد الذين ترقبوا كشف التجنيس طوال سنوات، كان يُمني النفس بـ«ورقة» تثبت هويته، رغم انه كويتي المنشأ والمولد والحياة، كان يترقب الكشف كل صباح وينتظر، لم يعرف ابواب المسؤولين والأعضاء لأنه يعرف طريق «الدعاء»، دعاء الله كل يوم، معه اوراق كثيرة تثبت تطبيقه لكل شروط الحصول على «الجنسية» رغم انه يملك ما هو أهم فـ«33 عاما» من الحياة داخل الكويت يفترض انها تكون كفيلة بمنحه هذه الورقة، ورغم ان له اخوين وابناء عمومة من الكويت الا ان ذلك لم يكن كافيا ليكون اسمه مدرجا في الكشف الاخير. لأنه ببساطة ليس لديه «واسطة».
احمد ضيف ظل ينتظر ولم يزل ينتظر ادراج اسمه في كشف «الولاء» للوطن رغم ان قلبه مليء بولاء لو وزع على الارض لبات العالم كويتيا، فهو ابن الكويت، لا يعرف غيرها وطنا ولا يعرف لغيرها حبا.
احمد ضيف ابن الكويت، كويتي بالفطرة، استحق ان يمنح هذه الورقة، ليس له فقط وانما لكي تعيش بناته حياة أفضل فدائما أراه يردد «أريدها لحياتهن وليس لي فلقد ذهب أكثر العمر»، فلا مستشفى يستقبلهن ولا مدرسة تعلمهن ولا حياة تلوح في الأفق لهن الا بالجنسية.
احمد ضيف هو احد المواطنين الشرفاء والذي يستحق ان يكون من اول الاسماء في الكشف المقبل لأنه ببساطة مواطن دون هوية، كويتي دون اثبات ووطني دون «ورق».
وعبر هذه المقالة أوجه رسالتي الى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد -والد الجميع- ان ينظر الى «احمد ضيف» والى بناته فأعوام الانتظار طالت، وسنوات الصبر تمر دون بارقة أمل له ولأسرته الصغيرة، والجميع يا «بونواف» يثق بكم ويثق بتعاملكم وفق ما يمليه عليكم حسكم الوطني فأنت من حرك مياه التجنيس الراكدة وأنت من ستواصل منح الحياة لأشخاص يستحقونها، وأنت يا وزير الداخلية من سيسجل التاريخ اسمكم بأحرف من نور لإنهاء مشكلة البدون التي امتدت طوال 40 عاما، فليس بغريب عليكم ان تهتموا وتفتحوا ملفات التجنيس لإعطاء الجنسية لمن يستحق فقط، ولهذا نؤمن بتدابيركم ونثق بقدراتكم الحكيمة، وفي النهاية «احمد ضيف» احد المستحقين وغيره الكثير من الذين يصطفون بقلب مليء الايمان بالله في طوابير الانتظار من أجل الحياة، والحياة فقط، فلا أقل من أن نكون كرماء.