بالطبع لا أملك عصا موسى ولا مقدرة سليمان عليهما السلام في تجيير الأحوال والماديات (بإذن الله)، أنا إنسان من هذا العصر أتنفس أوكسجين الفضاء الرمادي الذي يحلق فوق أرض متعرجة تحمل أطيافا داكنة من التوجهات السياسية النافذة ذات القرار المفاجئ ! لكن كمسلم (غيور) وعربي (حالم) وخليجي (أصيل) أطمح لأن أكون مشاركة وطنية متجردة على عتبات أزمة الخليج (الكبرى) !
نعم أيها القارئ الكريم، لا تستغرب من تصنيفي الأزمة (بالكبرى)، فبعد أزمة سحب السفراء لم نتوقع أزمة تتطاول معها إطلاقا ولكن جاءت الأحداث متسارعة عكس التوقعات ! وحصل ما حصل.
لكن دعونا كشعوب نقف لحيظات من التأمل والتفحص فيما لو أدرجنا على هامش كل التجاذبات والتناحرات بعض النقاط المثالية ذات الطابع الإيجابي لتكون على طاولة حكوماتنا طمعا في الخروج من عنق أزمة الخليج (الكبرى).
فمثلا ماذا لو:
٭ اتفق الزعماء على وضع كل حلول الأزمة بيد المبادرة الكويتية وتكون صاحبة الامتياز بربط حلقتي الوصل والتواصل لوقف نزيف القطيعة دون إملاءات أو شروط أو قيود.
٭ فتح الأجواء البرية والبحرية والجوية وعدم زج الشعوب في الخلاف السياسي.
٭ تسيير كل التعاقدات التجارية والتعليمية والفنية بين دول المنطقة كمرحلة استثنائية انتقالية ما قبل الاتفاق على كلمة سواء.
٭ الاتفاق على الخطوط العريضة للأزمة والكف عن الشروط الفرعية المتكدسة التي من الممكن حلها عبر الوقت والجهد الديبلوماسي المتبقي.
٭ «الحوار ثم الحوار» ولا حل إلا بالحوار ويعقد في الكويت أو سلطنة عمان الشقيقة.
٭ الكف عن تدويل الأزمة أو إقحام دول خارج منظومة الخليج العربي.
٭ تفعيل دور أمانة مجلس التعاون الخليجي عبر هيئة فض النزاع التي هي من أسس هذا الكيان.
٭ اسكات كل الإعلاميين المعلبين من ضرب اخوانهم في الخليج (والارتقاء بشرف الخصومة) لاسيما ونحن في إقليم جغرافي حرج، وتحت كماشة القنوات الإعلامية المضادة..!
هنا وعبر النقاط السالفة، نستطيع بإرادتنا الخليجية أن نحمل الأمور كما يجب أن تكون، حتى نتجاوز جل تداعيات الذبول والفتور، والقفز بنجاح على الأزمة (الكبرى) لتكون أقصر وأصغر مما نتصور.
وللحديث بقية،،
m_alenezikw@