نافع الظفيري
الكويت في فرحة وعيد، فهي تحتفل بذكرى العيد الوطني للاحتفال بذكرى مرور (48 عاما) على اعلان استقلال الكويت، وبمرور (18 عاما) على ذكرى تحرير الكويت من الاحتلال الغاشم، ويحق للكويت ان تفرح فلا يقتصر الفرح على المواطنين، فالاوضاع ايضا تفرح فهي كالأفراد تتعرض للمتغيرات الايجابية والسلبية بين تطور ورقي أو تخلف وتراجع، وحركة ونشاط أو جمود وتوقف، وتفاؤل وفرح أو تشاؤم وحزن، وغنى ورفاهية أو فقر وتعاسة، فكما ان سلوك الانسان الفرد قد يقوده الى ما فيه خيره فأيضا من الممكن ان يقوده الى ما فيه شره.
الكويت على مدار تاريخها تبلورت شخصيتها ونالت الاحترام والتقدير والاعجاب على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، والى جانب ما حققته من تطور ورقي اقتصادي واجتماعي ومن رفاهية لمواطنيها ومن أمن وأمان واستقرار واعزاز للانتماء الوطني وروح الترابط والتراحم وفق التعاليم الدينية السمحة والدعوة للسلم والسلام والتكافل الاجتماعي، فلم تتوقف عند ذلك فقد رسخت انتمائها العربي والاسلامي واحترامها لحقوق الانسان، وساهمت في الدعم والمساندة الاقتصادية والمالية والانسانية للدول والشعوب والمنظمات والهيئات بشكل واضح وملموس.
وكان لها دورها المميز في العمل العربي المشترك وفي الجهود الدولية من خلال كل المنظمات والهيئات والمؤسسات المحلية والاقليمية والدولية التي تشارك فيها، ورغم ما تعرضت له من غدر الا انها من واقع الاصالة القوية لم تتوقف عن مساندة الحق والعدل وتاريخها الممتد من الماضي البعيد في مساندة القضية الفلسطينية مازال مستمرا رغم كل ما حدث، ويشهد عليها مواقفها المتعددة والكثيرة في مساندة الدول العربية والدول الاسلامية والدول الصديقة مما يعكس عمق ومتانة علاقتها مع الجميع.
وعندما تحتفل الكويت وشعبها ومحبوها بذكرى العيد الوطني وعيد التحرير يجب ان يكون لدينا فترة تأمل نستعرض فيها كل المآثر والمثالب وندعو انفسنا لمزيد من التعلم من التجارب ونتفق على ان شخصية الكويت التي اكتسبتها من خلال هذه السنوات الطويلة يجب ان تستمر وتتطور لتحافظ على ما تحظى به من الاحترام والتقدير.
ولا يفوتنا ونحن نحتفل ونفرح ان نسأل انفسنا عما حققناه خلال عام مضى، هل تحركت المسيرة الاقتصادية وحققت ولو هدفا مرحليا، وعلى سبيل المثال ماذا فعلنا لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي دعا له صاحب السمو الامير من العمل على جعل الكويت مركزا ماليا وخدميا وتجاريا؟ وما حجم الجهود المطلوبة بالفترة المقبلة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، فالجهود المطلوبة تتضاعف خاصة ما يواجهه العالم من ازمة مالية خانقة سبقها ازمة الغذاء وارتفاع الاسعار، والكوارث التي تعرض لها العالم من امراض وأوبئة وخلافه.
نتطلع لان يكون الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير فرصة للانطلاق بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق آمال وطموحات الوطن والمواطنين، والله ولي التوفيق.