(إنا لله وإنا إليه راجعون) نقولها ونحن نودع ابن الكويت البار الأخ وليد خالد يوسف المرزوق، بعدما غيبه الموت عنا، ورغم رحيله سيبقى خالدا في النفوس بذكراه العطرة وسيرته الطيبة، وبكل ما اتصف به من أصالة في الخلق ومن الوفاء والالتزام ومن روحه الوطنية العالية في حب الكويت وأهلها، فقد كان له الكثير من المواقف المشهودة في الدفاع عن قضايا الكويت، كما هو معهود من أسرته العريقة التي لها دورها الوطني والاقتصادي في مسيرة الكويت. كما كان للأخ وليد المرزوق دوره الإعلامي المميز في خدمة الكويت بالمشاركة في الحياة الديموقراطية التي تنعم بها الكويت وذلك خلال رئاسته لتحرير «الأنباء» في الفترة من 1990-1995 تلك الفترة التي شهدت محنة الاحتلال، وبعزيمة وتصميم هذا الرجل تم إصدار «الأنباء» من القاهرة أثناء الاحتلال ورغم كل الظروف الصعبة التي واجهها بقيت «الأنباء» منبرا إعلاميا يعبر عن الكويت للعالم أجمع، فقد كان بحق شعلة من النشاط والعطاء، وقد امتلأت حياته بالجهد والعطاء والوفاء والحب لخدمة وطنه، وشملت مسيرة عطائه العديد من القطاعات الاقتصادية من خلال دوره في تأسيس والمشاركة في تأسيس العديد من الصروح الاقتصادية ومنها على سبيل المثال شركة عقارات الكويت، وشركة وربة للتأمين، وشركة لؤلؤة الكويت العقارية، وشركة نوف العقارية وشركة دار الكويت للصحافة (جريدة الأنباء).
لذا يحق لنا أن نعزي الكويت في رحيل ابنها البار وليد خالد يوسف المرزوق، ونعزي أسرته وأهله الكرام في فقدهم لعزيز غال، ونعزي أنفسنا في فقد إنسان عزيز على قلوبنا جميعا، وانه لمما يزيد تأثري برحيل هذا الفارس بعدما تعرفت عليه وتطوعت للعمل معه في «الأنباء» أثناء فترة تواجده بالقاهرة وكفاحه معنا لمواصلة إصدارها لتكون أحد منابر الكويت الإعلامية في مواجهة هذه المحنة، وقد لمسنا منه شهامة ورجولة وأصالة في حب وطنه، وكان حريصا على تشجيعنا خلال مغادرتنا نحن شباب الكويت الى السعودية للالتحاق بالقوات الكويتية لدخول الكويت وكان حريصا على هذه الجهود، بالاضافة الى حرصه على التواصل معنا، داعين الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).