كل حرف في هذا العنوان اجتمع هنا، خلف ظهري وفوق رأسي، وأغلب المرات موزعة بالشوارع أكثر من أعلام وطني.
أصبح الطمع في بلدي كالضيف الخفيف.. تفضل يا طمع حللت أهلا ووطئت سهلا، هو ضيف كل مواطن كويتي ينظر للبدون بدونية وبنية الطامع بأرضه وخيراتها ونسي أن هذا الوطن «صدره شمالي» ويتسع للجميع.
المشكلة لا تقف عند هذا الحد، مرض الطمع منبته وأحد أسبابه الحكومة، التي ما إن سمعت ولو همسا عن حلم أحدهم ببناء وتحقيق مشروعه إلا وطمعت فيه وانتشلته من عينه قبل يده.
يأتي شاب ليخطط لمشروع ويأتي النشالون من كل حدب وصوب، هذا يسرق الجدوى وهؤلاء يسرقون حلمه، وهنا التطبيق العملي (للطمع… على فكرة هم لابسو طواقي الإخفاء، سمعنا عن قصصهم مثل سماعنا عن قصص الحشاشين ومؤسسها الحسن الصبّاح، وجودهم بحياتنا وتفاصيلها ولا نستطيع اصطيادهم يا حشاشون.
لا فرق ولا مفترق طرق عندما أتقبل الطمع كمرض اجتماعي ببلدي، لكن لا أتقبل إنهاك الإنسانية باسم الإنسانية، بمناسبة فقرة الإنسانية، تذكرت أن الإنسانية لدى البعض مثل موضة سيارات الديسكفري في التسعينيات، لا أحد يستفيد من إنسانيتهم ولا «تحاشوا» تصليحها حتى في بقالات الشويخ الصناعية.
أكتب وتيماء تبعد عني 6 كيلومترات من منزلي، أنا أكتب وأشاهد التلفزيون وكلي راحة، وأمي في منزلها بكل أمان.. طيب وأم محمد وفهد وسعد وخالد في تيماء ما هو حالهن؟.. ابن خرج لضيق العيش، ورجاء لست مخولا للحديث عمن هو مستحق أو غير مستحق للجنسية، أعطوهم حقهم بالعيش كإنسان إن لم يكن من أجلهم فمن أجل ما تبقى من رصيد بركة في هذه الأرض.
أعلم تماما أن خروجهم هو الحد الأدنى من الحق في الإنسانية شرعية لوجودهم.. لحياتهم.. حتى ممارسة حياتهم الطبيعية من المحرمات لديكم.
رسالتي إلى البدون: انتظروا وكان الله في عونكم فأنتم والوعد مفترقان، كلما اقتربتم منه ابتعد هذا الوعد الخسيس.
رؤية امرأة من البدون ومسنة تبحث عن قوت يوم لأطفالها يهز كيان كل بشر وجماد، سامحيني يا أمي لا حول لنا ولا قوة.. بالمناسبة هذا الغبار العالق في عباءتك يساوي عطورهم وزينتهم وبشوتهم.
وأتمنى ألا يأتي شخص يقول وهل يرضيك؟ هم خرجوا على القانون وضربوا القوات.. سأرد بالدعاء التلقائي.. أن تذوق ما ذاقه أطفالهم وعجائزهم من فقر الحال وإهانة الكرامة وبشاعة المنظر وصوت القنابل الصوتية وهم آمنون، لأن لا ذنب لهم بعنف يولده عنف قواتكم.. أي قوات؟ إذا شهيد كويتي يطالبون أهله بعهدة دافع بها عنهم فسنؤخذ بجريرة الظالمين في بلدي حتى ولو أكثرنا الدعاء.. فهم أغلبية لا بارك الله فيهم.
(كثرة الظلم تجلب البلاء ..)
[email protected]
nawafcm@