اليوم سأقدم لكم قصة عجيبة ليست من نسج الخيال بل هي من الواقع المرير المعاصر، وهذه القصة عن وزارتي التربية والتعليم العالي حيث إنهما وزارتان منفصلتان ولكل منهما مرسومها الخاص، ولكن للأسف الشديد مع مرور الوقت أصبح الدمج بينهما واقعا لا محال ولكن دون مرسوم «قلة كراسي»، حتى أصبحنا نرثي المستقبل، نعم المستقبل الذي لا نعلم كيف سيصبح فيه حال التعليم والتربية عندنا.
بالأمس القريب وعندما كنا نقرأ الصحف عن وجود شكاوى على الوزارتين كانت الذاكرة تأخذنا إلى الوراء لنتذكر الماضي الجميل وما حظينا به من تميز في التعليم والتربية على أيدي مدرسين كانوا مثالا يحتذى بهم، ولكن اليوم وعند فتح البريد الإلكتروني الخاص بي وجدت رسالة عن صدور موقع إلكتروني جديد متخصص في كتابة الأبحاث والتقارير في جميع التخصصات العلمية والأدبية وقد عمم هذا الموقع عنوانه على كثير من الطلبة، بالأمس كنا نحارب هذه المكاتب التي تقوم بتلك الأبحاث والتقارير ولم ننجح، أما اليوم فقد أصبحت هذه الخدمة متاحة ومتطورة ومتقدمة «5 نجوم طال عمركم»، إذن فلماذا يعمل ويجتهد الطالب ويذاكر ويتعب؟ فما عليه اليوم سوى فتح ذلك الموقع الإلكتروني من حاسبه الآلي الجديد المهدى له من الوزارة وكتابة البيانات وتزويدهم برقم حسابه البنكي «طبعا رواتب الطلبة زادت يعني السعر تغير طال عمركم بعد الزيادات» وخلال 24 ساعة يجد البحث أو التقرير مبعوثا لبريده الإلكتروني الخاص به، هذا هو المستقبل «تيك أوي»، والسؤال هنا أين دور الرقابة التعليمية والتربوية؟
وإذا بحثنا سنجد أن الرقابة سواء التشريعية أو التنفيذية الخاصة بالتربية والتعليم تعمل من خلال شعار «لا أسمع لا أرى لا أتكلم» وهذا الشعار ليس وليد اليوم بل هو وليد الأمس وسيبقى إلى الغد للأسف.. والأدلة على ذلك كثيرة لا تحصى ولا تعد وإليكم بعضها:
أين دور الرقابة التربوية والتعليمية عندما يقوم عضو هيئة تدريس (وافد) بالقذف والسب ضد أهل الكويت لطلاب المدارس وعقوبته تقتصر على 10 أيام فقط خصما من راتبه؟ ابتسم أنت في التربية والتعليم العالي.
أين دور الرقابة التربوية والتعليمية من الفوضى والتلاعب والقرارات التعسفية التي تحدث في مركز الطفولة والأمومة منذ عام 1996؟ ابتسم أنت في التربية والتعليم العالي.
أين دور الرقابة التربوية والتعليمية من القرار رقم 1808/2010 الصادر من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والخاص بمهمة رسمية إلى جنوب أفريقيا لحضور نهائيات كأس العالم؟ ابتسم أنت في التربية والتعليم العالي.
كلمة وما تنرد:
إلى كل أعضاء السلطتين وكذلك القائمون على التربية والتعليم في الكويت، أذكركم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». صدق رسول الله.
[email protected]