(إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) «القدر 1: 5»
يأتي الليل بسكونه وها نحن نتناول القرآن الكريم بين أيدينا ونقرأ منه في هدوء وسكينة، وهنا يستيقظ الضمير الفكري بعد صفاء العقل من مشاغل الدنيا ويبقى القرآن الكريم هو الصديق لنا في خلوة النفس لنتحسس منه أبعاد وجود الإنسان، نعيش دقائق تمتد إلى ساعات جميلة إلى مطلع الفجر وعند انتهائها يثور سؤال في أنفسنا يشبه البركان وهو: ما الحكمة من شهر رمضان المبارك؟
ورمضان هو شهر الخير والاقتراب من الله أكثر من خلال كثرة الصدقات والزكاة وتواصل صلة الرحم وإطعام المسكين والعفو وطلب المغفرة من الله وقيام الليل وكثير من الأفعال كنا نقوم بها بالأمس القريب أما اليوم فماذا أصبح؟
ينتظر الجميع رؤية هلال رمضان وقبل الانتظار والإعلان تكون النسوة قد قمن بتجهيز قائمة المشتريات الرمضانية سواء كانت أواني منزلية أو سلعا غذائية «تقولون قاعدين في مجاعة يعني بالمختصر المفيد الراتب في خبر كان» وهنا نستنتج أن عنصر الصدقات أصبح قليلا ومن المحتمل انعدامه والسبب واضح «عشان البطن والتفشخر في غبقات الحريم».
يهل علينا الشهر الكريم وتبدأ التهاني من خلال المسجات الهاتفية، فاليوم أصبح الهاتف الخليوي يؤدي دور الإنسان فبالأمس كان الصائم يذهب لذويه ليبارك ويهنأ بالشهر الفضيل أما اليوم «فمسج وعممه على الجميع خوش صلة رحم».
بالأمس كانت موائدنا تشتهر بالأكلات القديمة مثل الجريش والهريس والتشريب والحلو بعد الكل يعرفه مالنا غنى عنه اللقيمات وكل هذا كان يطبخ في البيت، ويا «حلات يمعة الحريم في المطبخ عشان الفطور»<، بس اليوم صار كله «تيك أوي» والسبب: محد فاضي عشان يتابعون المسلسلات التلفزيونية والبرامج «لا وربعنا الإعلاميون هالسنة خلو لكل مواطن مسلسل الله المستعان»!
خلص أول أسبوع من شهر رمضان وأصبح الجماعة معسكرين أمام التلفزيون للمتابعة مع القيام بعمل جدول للغبقات الرمضانية والتجهيز للقرقيعان، وطبعا كل واحد و«فناتكه» عشان يظهر بالمظهر اللائق له بين الطبقات، بس السؤال: في الجدولة وعمل القائمة للغبقات والقرقيعان هل تذكرتم يا جماعة الخير زكاة رمضان؟
وصلنا للعشر الأواخر يمكن الجماعة تتذكر الشهر الكريم «وين تتذكر والزحمة عامرة في الشوارع عشان هدوم العيد وصحون الحلو عشان أول أيام العيد ولا اللى قاعد يفكر وين يبون يسافرون في هذي الاجازة ولا ولا ولا.. الله يرحمنا».
كلمة وما تنرد: أخصص كلمتي إلى بيت الزكاة الذي إلى الآن نشهد ما يقدمه لبعض الأسر المتعففة من أهل الكويت في ذلك الشهر، عساكم على القوة وليس بجديد عليكم.
[email protected]