يطلق أهل مصر على الطماطم لقب «الأوطة»، ويحرص البائعون في أسواق الخضار المصرية على النداء باسمها لجلب الزبائن على النحو التالي: «يا مجنونة يا أوطة». وذلك كناية عن سعرها ووصفه بالجنون لأن سعرها على الدوام في تغير دون حسيب أو رقيب ومنه أصبح الباعة والمشترون يصفونها بالجنون لغلاء سعرها وارتفاعه على الدوم دون أسباب أي مثل الجنون عندما يصاب به الإنسان دون سبب أو مرض، أما الموتة فهي ما أصاب به المجتمع الكويتي مع بداية الأسبوع بارتفاع أسعار «الطماطم» والموتة هنا ليست وليدة الصدفة؟
فـ «الموتة» للمجتمع الكويتي صارت كالجنون الذي أصبح وباء في كل بيت ليس فقط بالنسبة للكويتيين بل للوافدين أيضا، والسؤال هنا هل الأوطة عفوا «الطماطم» هي السبب؟ بكل تأكيد لا، ولكن أزمة ارتفاع سعر الطماطم هي نقطة انفجار المجتمع، فقبل ارتفاع أسعار الأوطة شمل الغلاء أشياء أخرى، وكتبت عنها الصحف واندرجت في جداول نواب الأمة ولكن ما الحل؟ لا شيء.. فارتفاع الأسعار في شهر رمضان عانت منه الأسر الكويتية والمقيمة أيضا، ولم يقتصر الغلاء على المأكل فقط بل على كل ما يلزم الفرد لكي يستطيع أن يعيش ومن بعض تلك الالتزامات «التعليم». ها نحن في بداية العام الدراسي نجد كل ما يخص الطالب يصف في خانة جنون الأسعار الذي يؤدي إلى موتة رواتب الأسر، والمضحك أن وزارتي «التعليم العالي والتربية» دخلتا في أجندة ارتفاع الأسعار، حيث بدأت التربية في رفع رسوم المدارس الخاصة التي أصبحت سكينا على رقاب كثير من الأسر من أجل تعليم أولادهم، وقد يقول البعض لماذا يتجه البعض إلى الخاص؟ لكن لابد أن نتذكر أن الوافد سابقا كان بإمكانه أن يدخل أولاده المدارس الحكومية، أما الآن فأصبحت المدارس الحكومية تقتصر فقط على الكويتي «وذي الواسطة من الوافدين».
بالأمس كان التعليم يصنف «خاصا وعاما» أي أن الأول مدفوع من قبل الأسر والثاني مكفول من قبل الدولة واليوم أصبح الخاص والعام متساويين في المصرفات المادية، فبعد أن كان الطالب يذهب للتعليم «العام» من أجل التعليم، أصبحت الأسر تدفع للمدارس والجامعات الحكومية أضعاف ما تدفعه للمدارس والجامعات الخاصة، وقد يسأل البعض كيف؟
ونقول: مع تطور التعليم واستمداد التجارب الأجنبية واستقطابها لتعليمنا وجدنا في كل مطلع عام جديد مع أولادنا ورقة طلبات من المدارس والجامعات وكلما منحت الدولة زيادة في الرواتب زادت طلبات التعليم الحكومي إلى أن وصل بنا الأمر الى أن نقوم بشراء أقلام الصبورة وأوراق المحارم والصابون للمدارس «كما شاهدت في بعض المدارس»، أما الجامعات فأصبح تصوير وشراء ملزمات وكتب الأساتذة عائقا على الأسر، وإذا اعترض الطالب كان الرد: أين تصرف المنحة؟ كما لو أن هذه المنحة حق مكتسب لبعض أساتذة الجامعة، فـ«الأوطة» لم تقتصر فقط على سوق الخضار بل انها أصبحت مدرجة في موتة التعليم.
كلمة وما تنرد:
من أشعار الامام علي بن أبي طالب عليه السلام:
الناس موتى وأهل العلم أحياء
والناس مرضى وهم فيهم أطباء
والناس أرض وأهل العلم فوقهم
مثل السماء وما في النور ظلماء
وزمرة العلم رأس الخلق كلهم
وسائر الناس في التمثال أعضاء
[email protected]