نرمين الحوطي
قالوا في الامثال مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذا صحيح، ان الانسان المؤمن بقضية معينة او مبدأ معين او يسعى في طريق الخير يبدأ من نقطة، وهنا يبدأ مشواره ايا كان، لكن لا بد ان يكون القصد خيرا، وخير مثال على كلامي «ابن بطوطة» الذي خرج من بلاده قاصدا الحج الى بيت الله الحرام، اذن النية كانت مبنية على الخير وهو الحج ومن خلال هذه الرحلة زار شمال افريقيا وسورية ثم خرج يستكشف باقي الشرق الاوسط وفارس وبلاد الرافدين وآسيا الصغرى، ووصل الى شبه القارة الهندية، وامضى هناك قرابة عقد في بلاط سلطان دلهي الذي ارسله سفيرا الى الصين.
وبعد 30 عاما من الترحال والاستكشاف، قرابة عام 1350، بدأ ابن بطوطة طريق عودته الى وطنه، واخيرا عاد الى مدينة فاس في المغرب، وهناك في بلاط السلطان ابن عنان قرأ اوصاف ما رآه في اسفاره على ابن الجوزي الذي خط منها كتابا اطلق عليه «رحلات ابن بطوطة».
من خلال هذه الاسطر القليلة عن ابن بطوطة الذي اعده خير مثال للمثابرة، فهو رجل خرج من بلاده قاصدا زيارة بيت الله عز وجل، فمنّ الله عليه بنعمته وهي انه جعله اشهر رحالة في العالم، وهنا ابعث برسالة سلام الى كل البشر في عامنا الجديد ودعوة لأن نصفي النفوس ونقصد الله في كل شيء نسعى اليه، وان نطهر قلوبنا من الضغائن والحقد، فالحقد يولد الكراهية، نريد السلام والمحبة، ها نحن ندخل عام 2008 وبعد ايام يهل علينا العام الهجري الجديد، فلندخله بمفاتيح الامل والسلام، الكل يعمل من اجل الفرد، والفرد يعمل من اجل الكل، والكل يبني من اجل الوطن، والوطن يعطي من اجل الكل، ليكن الخير قصدنا وطريقنا من اجل الكويت، واختم مقالتي بقول الله عز وجل (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم - الرعد:11).