نرمين الحوطي
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم - البقرة: 143).
أبدأ السطور بكلمات الله التي أنزلها في كتابه الكريم وليس هناك خير منها لنهنئ بها أعضاء مجلس الأمة الجدد أو الذين أعيدت الثقة فيهم من قبل الشعب الكويتي من خلال أصواتهم، وعندما قمت بالتهنئة مستخدمة كلمات الله فإن ذلك كان لمباركة هذا المجلس ليسير في الطريق الأفضل والأمثل للكويت وشعب الكويت، حيث إن الشعب الكويتي اختاركم نخبة لتكونوا صوتا لهم في التحاور مع الحكومة فيما يتعلق بمصالح الدولة التي تعد مصالح لهذا الشعب، ان الله عز وجل رؤوف رحيم بخلقه فلابد علينا نحن الخلق ان نتصف بما أنزل الله علينا من قوانين وعادات وصفات، فليكن المجلس الجديد مجلس رحمة ورأفة ليس فقط بالشعب بل بالحكومة أيضا، اجعلوا الأمر بينكم شورى، اجعلوا لغة الحوار والتفاهم سمة الدولة، لا تجعلوا انفسكم أبواقا تتحدث بما لا تعي ما تقوله، اجتمعوا واعتصموا بحبل الله لكي يبارك الله في مجلسكم الجديد، اجعلوا روح التسامح تسود فيما بينكم، رسالة الى كل الأعضاء اجعلوا الكويت في أعينكم كي تصبح الكويت في أعين الجميع.
إن الكويت في هذه الآونة تريد أيادي للبناء ولا تريد من يهدم ويزعزع القومية الوطنية، ان عيون الحاسدين كثيرة على بلادنا فلا تجعلوهم يشمتون فينا، كفانا حديثا عن الحسب والنسب فكلنا واحد وكلنا للكويت، كفانا الأحاديث غير المجدية في قضايا لا تهم الشعب ولا يحق التحدث فيها تحت قبة المجلس، ان مجلس الأمة يعني الدستور، والدستور يعني الحرية، فلا يجب ان تكون ايدينا هي التي تخنق الحرية والدستور، اجعلونا نضع خطة تسير بها البلاد لنرى الكويت لؤلؤة للخليج، اجعلونا نعمر ونبني لا نهدم من أجل المصالح الشخصية، ان اليوم هو فرصتنا لكي نثبت لأنفسنا ان اختيارنا هو الأصح، لا تجعلوا الفتنة تضرب فيما بيننا، ان الفتنة هي السلاح الوحيد القادر على هدم هذه الأمة، ان ديننا الحنيف يقول: «الفتنة اشد من القتل»، وهذا يبين لنا بشاعة الفتنة اذا تواجدت بيننا، اي انها تؤدي الى القتل، والقتل ليس فقط قتل النفس بل القتل يكون للمبادئ والقيم والعادات والروح الانسانية، فابتعدوا عن الفتنة لكي نقدر ان نعيد تأسيس بلادنا على الخير والمحبة.