نرمين الحوطي
بداية اتشكر لكل من يقوم بالرد على مقالاتي من خلال ارسال رسائل الى البريد الالكتروني الخاص بي، ولكن اليوم استوقفتني هذه الرسالة فقد كانت مميزة، لان عنوانها هو «اسعد الله اوقاتك»، كم هو جميل ان يدعو الانسان لغيره بالسعادة، فهو دعاء كل انسان عندما يستيقظ في الصباح الباكر عندما يدعو ان يسعد الله اوقات يومه، حيث ان كل البشر يبحثون عن السعادة ومعناها، فجميل ان تجد من يدعو لك بها.
بالفعل هي رسالة مميزة جدا ولا اعلم هوية المرسل الا ان التوقيع كان باسم «نزهة»، ولكن محتوى الرسالة جميل جدا كبدايته حيث قامت المرسلة بالتعقيب على ما كتبته في مقالة «قد يشرق الامل من الاحمدي»، وما شد انتباهي ايضا هو وجود من ينادي بالقراءة، التي للاسف الشديد لا تلقى اهتماما كبيرا في هذه الآونة، كنا قد عشنا في زمن نلتهم به الكتب من مختلف الميادين، اما اليوم يا «نزهة» فقد اصبح اولادنا لا يعرفون للاسف القراءة، اصبحت النظم مختلفة لا ترمي اللوم على اطفالنا وشبابنا، فالخطأ ليس خطأهم، تعالي نرجع الى الوراء ونسأل انفسنا، لماذا احببنا القراءة؟ هل لانه كان يوجد من يحببنا فيها؟ وكما ذكرت في رسالتك ايضا كلمة التربية لا تقتصر فقط على المنزل، فأين دور المدارس والمسؤولين عنها؟ تذكري ونحن صغار كيف كان معلمونا يجعلوننا نعشق الكلمات ونتذوق مفرداتها، ولكن للاسف اصبحت المدارس مجرد سجون لعقول اولادنا وليست محراب علم مثلما كانت، اصبح طلابنا يكرهون الذهاب الى المدرسة، كل يوم نظام جديد ومناهج جديدة، فالذنب ليس ذنبهم، انهم يعيشون على ارض متذبذبة وليست صلبة مثلما نشأنا نحن، لم يعد يوجد لهم هدف ليطمحوا للوصول اليه، اصبحوا يتعلمون اللهو اكثر من حب العلم، قولي لي كم مرة تقوم المعلمة بزيارة مكتبة المدرسة مع الطلاب مثلما كنا في السابق؟ ستجدين الحصيلة صفرا، فاذا كان هذا الحال في المدارس فكيف تطلبين من اصحاب المنازل ان يجعلوا اولادهم يطلعون على مكتبة المنزل، لماذا لم نسأل انفسنا لماذا البعض يتجه للمدارس الاجنبية؟ ستكون الاجابة حث هذه المدارس على القراءة والتنوع في الانشطة وليس معاملة الطلبة كما لو انهم مخزن معلومات فقط دون فهم، وهذا ما يميز المدارس الاجنبية بالرغم من وجود بعض الملاحظات عليها ولن نخوض بها، كما ذكرت ايضا ان الشباب اصبحوا يقومون بأخذ المعلومات عن طريق الانترنت للدراسة، وسأزيد عليك معلومة، وللاسف هي مصيبة وليست معلومة، اصبحت توجد مكاتب تقوم بكتابة الابحاث للطلبة لتقديمها للمدارس وللجامعات ايضا، اي حتى الانترنت لم يعد ايضا كما تظنين اداة لاخذ المعلومات دون العناء والتوجه للقراءة كما تريدين بل اصبح وسيلة للتسلية وللضياع لشبابنا، ولكن ذلك ليس ذنب شبابنا ولا تستغربي لهذا! انا لست ضدهم ولا ارفق بهم، ولكن ما اشاهده واسمعه من احاديث تجعلني اكتب اليوم واجاوبك على اسئلتك، لان الذنب يقع على المسؤولين فأين دور المعلم فيما ذكرت؟ اين مناقشة الاستاذ للتلميذ فيما كتب من معلومات؟ للاسف مجرد ورق وكلمات تكتب لتحصيل درجات دون قراءتها ومعرفة مدى تحصيل الطالب من معلومات لما كتب، اصبح الطالب يتخرج من الثانوية لا يوجد عنده اي محصلة علمية او ادبية، عذرا على هذا الرد القاسي ولكن تلك هي الحقيقة التي نخفيها والمضحك ان الكل يعلمها، ولكن اقول «اسعد الله اوقاتهم».