نرمين الحوطي
تحظى الدراما السورية هذا العام وسط الكوكبة الاعلامية العربية المقدمة للجمهور العربي خلال شهر رمضان الكريم بنصيب الأسد، وكما يقول اهل مصر «البريمو»، فإذا تحدثنا عن المادة الاعلامية المقدمة من خلال المسلسلات السورية فسنجد ان الكتاب «لعبوها» بفنية وحرفية درامية عالية جدا، بمعنى انهم قاموا بدمج التراث والعادات والتقاليد والتاريخ والمشاكل الاجتماعية مع بعضها البعض ليخرجوا لنا بهذه المسلسلات، وهذا في حد ذاته يعد لغة أهل الاعلام «ضربة معلم»، فجميل جدا ان نجد مواد درامية تقدم عبر التلفاز توثق فترات من حقبات زمنية لفترات محددة للدولة، والجميل ايضا اننا نجد ان هذا يقدم من خلال توثيق العادات والتقاليد لهذه الدولة، كما انه يعد احدى الرسائل الاعلامية التي لابد من اننا كاعلاميين وضعها في عين الاعتبار عند تقديمنا للمواد الاعلامية للمتفرج العربي أي لا تقتصر المواد الاعلامية فقط على عنصر التسلية، وإذا نظرنا اكثر فيما يقدم من مواد درامية سورية فسنجد ان الكتاب راعوا عنصر الملل ايضا.
فهم يدخلون على هذه الدراما مع المشاكل الاجتماعية الاسرية المنتقاة بحرص جميل جدا، لتكون مصدر جذب للجمهور لتفادي عنصر الملل في شهر رمضان الكريم.
اما اذا تحدثنا عن جمال الصورة الدرامية والازياء والموسيقى التصويرية والاضاءة.. إلخ والمنتقاة ايضا من المخرجين السوريين فسنجد انها اختيرت بإمعان وبدقة لتواكب الاحداث الدرامية والتاريخية، بل ان هذه العناصر ساعدت الممثلين على توصيل فكرتهم وأدائهم لدى المتفرج، واذا اخذنا عنصر المكياج المقدم في هذه المسلسلات فسنجده جاء بحرفية ممتازة، جعلتنا والحمد لله نشعر باننا الى الآن نمتلك شيئا اسمه دراما تلفزيونية، اما اذا تطرقنا لأداء الممثلين فلابد ان نأخذ كلا منهم على حدة في مقالة منفردة لكيلا ننقص حق أحد منهم لما تميزوا به هذا العام من أداء تمثيلي، وهذا يصعب علينا، لان شهر رمضان سينتهي ولن نكون قد انتهينا من النقد والتحليل لهؤلاء النجوم حتى نوفيهم حقهم الادبي من خلال المقالات، وأخيرا وليس آخرا ما نتمتع به في هذا الشهر الكريم من جمال الصورة الدرامية المقدمة لنا عبر التلفاز من الدراما السورية، وهو المايسترو.. واقصد الجندي المجهول لأي عمل درامي وهو «المخرج» الذي يقدم لنا هذه الباكورة الجميلة سواء من أداء الممثلين أو اختيار اماكن التصوير والدقة في الازياء والديكورات، بل مخارج الألفاظ لدى الممثل التي نجدها سهلة المسمع لآذاننا وعدم استصعابها لنا، ومن ثم نقول ان سورية حظيت بنصيب الأسد هذا العام بما قدمته من دراما تلفزيونية.
وفي نهاية نقدنا لما يقدم لنا في هذا الشهر الفضيل لا نقصد ان نقول ان الآخر لم يلق الاعجاب ولا نقلل منه ولكن!! جميل ان نسلط الضوء على ما هو الافضل وما يتميز به من الآخرين وهذا ما فعلته الدراما السورية، تميزت بجمع التراث والعادات والتقاليد والتاريخ وما يخص المجتمع تحت نطاق واحد في اطار مبدع لم يصبه عنصر الملل في صورة جميلة عذبة المسمع أي انها لم تتناس عنصرا من عناصر الدراما التلفزيونية.. وهذا هو الاعلام.