نرمين الحوطي
من الصعب أن تسكت الأقلام عما نسمعه ونقرؤه، بالأمس القريب وفي أيام شهر رمضان المبارك أقدم بعض الوافدين على التحرش الجنسي بأحد أطفالنا، وسواء كان هذا الطفل كويتيا أو وافدا فالمصيبة واحدة فهي انتهاك للطفولة التي لا حول لها ولا قوة إلا البكاء، ولكن أن يكون الرد على هذه المصيبة والتي لا تعد الأولى من نوعها «ان بيوتنا يحدث بها كذلك»، هنا نقول: عذرا معالي الوزيرة.. قد يحدث بالفعل هذا، ولكن لكل قاعدة شواذ، أي إنه ليس من سمات المجتمع الكويتي هذه الصفات المشينة ومعاليكم أعلم بكثير بالمجتمع الكويتي.
جميل جدا ان الإنسان يعترف بخطئه حتى اذا كان من علية القوم، فالإنسان ليس معصوما من الخطأ، ولكن الأجمل ان يتخطى هذا الخطأ ويتصدى له ويعالجه، وكما أتى في كتاب الله عز وجل القرآن الكريم:
(عبس وتولى«1» أن جاءه الأعمى «2» وما يدريك لعله يزكى «3» أو يذكر فتنفعه الذكرى «4» أما من استغنى «5» فأنت له تصدى «6» - سورة عبس).
عندما نعلل أخطاءنا، ونحن تربويون، بأن ما يحدث في مدارسنا ما هو الا شيء بسيط يحدث في بيوتنا، هنا نقف ونقول أين دور وزارة التربية وأقصد المدارس؟ ان المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع، حيث ان اطفالنا يقضون نصف يومهم فيها، فإذا وجدت المدرسة خطأ ما في تربية ذلك النشء فلابد ان تقومه ولا تغض البصر عنه، بل لابد ايضا ان تستدعي أسرة الطفل لتقومها وتساعدها في تربية الطفل وسلوكه ومعرفة أسباب هذا السلوك المنحرف، أم أنكم تناسيتم دور المشرفة الاجتماعية؟!
هذا بالنسبة لسلوكيات الأطفال أما بالنسبة للمدرسة فمعاليك تتذكرين الزمن الجميل الذي أنا أنتمي اليه، وايضا في ذلك الوقت معاليك كنت تعملين في ذلك الوقت ناظرة لمدرسة القادسية وهذا لم يمر عليه إلا ربع قرن وأعتقد انه لا ينسى، كان يوجد في ذلك الوقت آلية في مدارسنا وهي «المشرفات على النظام المدرسي»، كان يعمل كل أسبوع جدول بأسماء مدرسينا للإشراف على الفرصة وعلى نهاية الدوام ليحمونا من اي شر او خطأ يحاول الاقتراب منا ونحن أطفال، أين ذلك النظام، هل انتهى مع الاحتلال العراقي الغاشم؟!
رفقا بنا وبأولادنا فقد أصبح التحرش لا يقتصر فقط على الجسد بل على العقل، أصبح أطفالنا مهمشين بالنسبة لكل متعة يجب ان تقدم لهم في هذه السن، التربية ليست فقط الغذاء والحفلات، التربية هي تربية النفوس والعقل، وكما قال المثل «العقل السليم في الجسم السليم»، والحمد لله على ما رزقنا في مدارسنا لا عقل سليم ولا جسم سليم.. وسلامتكم.