نرمين الحوطي
جميل جدا أن يعيش الإنسان من غير عمل ولا هدف في بعض الأوقات، الله على هذه الأوقات، يتمنى المرء أن يعيشها بالفعل خلال هذه الآونة، وما نعيشه من صراعات على الصعيد الداخلي والخارجي، في يوم ما قرأت في صحيفة ما إعلانا عن السفر للهجرة أو تقضية فترة الإجازة بالخارج كما تشاء، المهم وعلى قولة أهلنا، المراد، انه إعلان يشد أي قارئ لأن اسم البلد غريب «جمهورية التنابل»، فقلت لنفسي شنو هذا البلد؟ يمكن هذي الدول الحديثة اللي طالعين فيها هالأيام وماحد يدري عنها المهم، خلينا نقرأ ونشوف شنو هذه الجمهورية وشنو مميزاتها عن غيرها، يقول الإعلان: «اللي يحب يزور أو يعيش في هذه الجمهورية لازم يكون هدفه في الحياة هو الراحة والاسترخاء، يعني انك طول النهار لازم اتريح عشان تقدر اتنام بسهولة في الليل».. ياسلام شنو هذا النظام، ربعنا عايشين في ربيع بهالديرة، لا وبعد أزيدكم من الشعر بيتا من هذا الإعلان، «انك لازم تعرف إن العمل اللي كنت تقدسه في ديرتك وتحاتي علاواتك ودرجاتك هذا تنساه لأن هذه الجمهورية ما تحب سكانها ولا زوارها يعملون ولا يفكرون بأي عمل» والله يبي زين شنو هالديرة العجيبة، لا والمضحك عندهم ان أي مواطن أو أي زائر لا يحق له أن يمتلك إلا شي واحد وهو الفراش، يعنى طال عمرك حط بالك انك أربع وعشرين ساعة نايم، بجد جمهورية التنابل، لا والجميل في الإعلان انهم حاطين صور للجمهورية لا والصور كلها بتلاحظ فيها شي واحد وهو لافتات معلقة على فنادقهم وبيوتهم شنو مكتوب عليها «لا تؤجل عملك للغد طالما يمكنك تأجيله لبعد الغد»، والله يبي زين قانون عجبه أكيد الناس اللي عايشين اهناك ما يحاتون مدير يشرخ على راسهم من صباح الله خير عشان التوقيع، ولا عندهم أكيد بصمة عشان الحضور والانصراف والله يبا زين هذي الدول اللي الواحد يحب يروحها والا شرايكم، لأ والأغرب في الإعلان انهم حاطين في آخره ملحوظة شنو تقول هذي الملحوظة أي واحد يلتزم ويعور قلبه في التفكير في الشغل بينكتب فيه لفت نظر، وطبعا للي يفكر يهاجر لهذه الجمهورية، شنو يقول لفت النظر، يقول لفت النظر: «يا جماعة الخير والسلامة اعمل أقل ما يمكنك عمله، وحاول انك تجعل غيرك يؤدي عملك بدلا منك».. والله يبي زين أكل ومرعى وقلت صنعة، أكيد هذي الديرة ما فيها صراعات ولا بورصة نازلة ولا صاعدة ولا عندهم غلاء معيشة ولا مصفاة رابعة ولا حتى خامسة، المراد من هذا كله.
وإذا بيد تمسك بكتفي لإيقاظي من النوم لأنني تأخرت على الدوام وإذا بكل ما سردته لكم ما هو إلا أحلام رأيتها في منامي، ولكن عندما استيقظت لم أتمن أن أذهب إلى جمهورية التنابل وقلت: يا حلو الشغل.. وصبحكم الله بالخير.