قد تختلف المفاهيم لدى الإنسان من خلال التجربة أو القراءة أو الاستفادة من موقف معين حدث له فيتراجع عن فكره أو الأسس التي بنى عليها مستقبله وبرغم ذلك التراجع والتغيير إلا أننا نجد أن ذلك التغيير الذي يطرأ على الإنسان يتم من خلال التعديل والتهذيب لتلك الأفكار التي تم غرسها في السابق من دون أن يقتلعها من فكره.
ولكن ما نراه الآن على الساحة الإنسانية ما هو إلا صورة مهمشة للمبادئ والأفكار، فأغلبية من يقوم بالكتابة أو يصرح عن فكر معين ويؤثر في جيل بأكمله من خلال تلك الأفكار يسمعها أو يقرأها ويؤمن بها، مع العلم بأن من يقوم بغرسها لا يؤمن بحيثياتها سواء أكانت سياسية أو اجتماعية.
الكل أصبح يرتدي أقنعة مزيفة تحمل الكثير من القشور لمبادئ وأفكار لأناس ضحوا وأفنوا عمرهم لتلك المبادئ بل عاشوا وماتوا من أجل غرس تلك الأفكار لتصبح في تربة صالحة من أجل مجتمعاتهم واليوم يأتي من يدعوا بأنهم خلفاء لهم ليتلاعبوا بفكرهم وقضيتهم من أجل الوصول لا من أجل الإيمان بالفكر بل من أجل الإيمان بمبدأ معين وهو «أنا ومن بعدي الطوفان».
تلك هي مصيبة مجتمعاتنا وذلك هو عصرنا الذي أصبح يمتلئ بالفساد الفكري وبالكثير ممن يرتدون تلك الأقنعة المهمشة، أصبحت قضية الأقنعة ليست قضية الإنسان بل أصبحت مصير أمم أتى من يمتلك تلك القشور الفكرية دون ثقافة لها ليقتلع تاريخا فكريا بأكمله ويغرس بذورا فاسدة لا تنبت الخير وما نحصده منها ما هو إلا الدمار لنا.
ذلك هو واقعنا وتلك هي مصيبتنا التي أصبح نتاجها شعوب أغلبيتها لا تمتلك الثقافة ولا تحوي بين طيات مستقبلها نهجا تتبعه، الكل أصبح يسير في خطوط عشوائية متعرجة، إلى أن أصبح نهج مجتمعاتنا من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين.
مسك الختام: لا توجد مصاعد الى النجاح وإنما هناك درجات... جبران خليل جبران.
[email protected]