في ليلة عتمة رطبة *** دعيت رب العباد.
يهل علينا المطر بفضله *** ويفرج هم الأحباب.
يا جامع ربع تفارقوا *** لمدة ساعات وأيام وليالي.
في جلسة ونيسة توالفوا *** والقمرة فوق جليعة تلالي.
تلك هي كلمات بنت العرب بعيدا عن الأسماء التي كتبت والمكتوب إليهم وغض النظر عن السجع وعدم التدقيق في تناغم بعض المفردات مع الكلمات يبقى شيئ واحد وهو صدق المشاعر لما كتبته « بنت العرب».
بدأت حكاية القصيدة مع بدايات فصل الصيف عندما اقترحت صديقتي بأن تقوم بجمع أصدقائها وبعض من بنات أسرتها كل يوم جمعة في «شاليه»، وبالفعل كانت فكرة رائعة بالنسبة إلي لأنني استفدت الكثير ممن تعرفت وتناقشت معهم، البعض يعتقد أن إجازة الصيف تقتصر فقط على المتعة ولكن هذا العام تعلمت أن وقت الفراغ من الممكن أن يجمع ما بين المتعة وثقافة العقل، أيام جمعتنا ما بين الضحكات واللعب كانت الأحاديث تربطنا وتبادل الأفكار يقربنا، لقاءاتنا كانت شبه مجلس يشمل الكثير من الطبقات وبالرغم من هذا تحاورنا كان يحمل الكثير من الرقي في إبداء الرأي، في كل أسبوع من إجازة الصيف وجمعة صديقتنا كنت أجد أملا جديدا في وطننا لما اكتشفه من ثقافة ومهارات مختلفة تمتلكها كل منهن، في كل جمعة كنت استفيد من معلومة أو موضوع أو فكرة من إحداهن لم يقتصر الوقت فقط على اللهو والأكل بل كان الفكر يجمع بينهما.
وتأتي نهاية الحكاية بتتويجها بكلمات كتبت من بنت العرب عندما أتت إلي في آخر جمعة من لقائنا وقالت لي: لقد قمت بالأمس بكتابة بعض الخواطر من الممكن أن تقولي عليها شعرا وأود أن أقوم بقراءتها عليكم.
وهنا قمت بالاستئذان على الجالسات بأن نصمت للحظات لنسمع من بنت العرب ما كتبت من كلمات وعندما بدأت بقراءتها على مسامعنا شعرت بأن إحساسها بكلماتها وشعورها بالفراق كاد أن يتحول لبكاء عند قراءتها ولكن ما وجدته ضحكات وضعت بدلا من الدموع لكي يكون وداعنا متوجا بضحكات نتذكرها في ليالي الشتاء.
٭ مسك الختام: رسالة لا تقتصر فقط على بنت العرب بل لكل من يحمل فكرا وموهبة، أكمل واستمر فيما بدأت وحارب من أجله لكي تصل أفكارك للآخرين فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
[email protected]