أصبحنا في ذلك الوقت نفتقد تلك اللحظة «الصمت»، أصبحت مجتمعاتنا أغلبيتها لا تعرف معنى الصمت وما فوائده، الكل يتحدث في كل شيء كما لو أنهم خبراء وعلماء في أي شيء! أما الصمت فالحمد لله، الأقلية من عالمنا يدركون ما أهميته للإنسان، عندما تنصت وتصمت وتتأمل لكل ما هو حولك تلك هي اللحظة التي نقصدها، تلك الثواني وقد تكون دقائق وفي بعض الأوقات عند الندرة من بني البشر تكون ساعات، تلك اللحظة ما هي إلا إعادة النظر في الكثير من الأشياء سواء في حياة الإنسان أو عالمه الذي يحيط به، فعندما تصمت وتبحر فيما يدور من أحداث سواء كانت لك أو حولك وتتأملها بصفاء الذهن دون تشويش من الكلمات والأحاديث وبعيدا عن التنظير والتعقيب لفتاوى بني البشر تجد أنك تعيش اللحظة وتتأمل حيثياتها بل تصل بك في بعض الأوقات الى أنك تستكشف الكثير من الخبايا غير المعلنة لك، ذلك هو الصمت وتلك هي لحظاته التي تجعلك تتأمل وتجعل العقل يفكر بهدوء دون ضغوط ودون مبررات مما ينتج عنه أنه يجعل الإنسان يقوم بالتفكير الصحيح والصحي من لحظة صمت.
في الدول المتقدمة وعند أهل الفرنجة والقليل من الدول العربية والنامية نجد البعض منهم يقومون بالعديد من السبل للوصول لتلك اللحظة فالبعض يتجه لليوغا والآخر يقوم بالجلوس أمام البحر والقلة من يقرأ بعض القصص وغيرها من الأشكال والرياضات والهوايات التي تكون وسيلة لصفاء الذهن والتعمق في الذات للوصول للحظة الصمت، أما أغلبية مجتمعاتنا العربية فنجد أنها لا تعرف معنى تلك اللحظة ولا تفكر في الطرق والسبل إليها بل على العكس نجد أن تلك الأغلبية لديها دأب على الدوام للبحث عن السبل التي تزحم التفكير وترهقه على مدار اليوم بأحاديث وأفكار مزدحمة ومشوشة فقط من أجل البقاء في الحديث دون أي تفكير فيما تقوله ولمن تقوله رافضة أن تعطي النفس والذهن والقلب لحظة صمت.
٭ مسك الختام: إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك.
[email protected]