ما أشتد عودك أو تمكن يا فتى
حتى تقوّس ظهر والدك انحنى
كم أمسى في تعب وأنت مكرم
ولأجل أن ترقى فكم ذاق العنا
فدماؤك الحمراء عرق جبينه
وزنودك السمراء من ذاك الضنى
لا لم يذق طعم السعادة ساعة
حتى رآك منعما ذقت الهنا
حتى إذا أدركت في الناس العلا
انكرت ذاك الفضل قلت أنا أنا
يا ناكر المعروف أنت نتاجه
وكفاحه طول السنين وما جنى
الابن ملك أبيه حتى إن غدا
ملكا يتوج في العروش من الغنى
د.محمد أيمن العزيز
أبيات وجب علينا التوقف عندها والتأمل في حروف كلماتها، فما تحمله بين طيات سطورها نشأة كل فرد منا وكيف عانى آباؤنا في تربيتنا لكي يصلوا بنا إلى بر الأمان فبرغم الصور الجمالية التي تحملها الأبيات عن معاناة الآباء في تربية أبنائهم إلا أنها تحمل صورا محزنة عن قساوة الأبناء على آبائهم.
ذلك هو الجحود وهذا ما نراه من بعض الأبناء الذين لا يبرون آباءهم، فالبر لا يقتصر فقط على كلمات ترسل عبر «الواتساب» بالسؤال عنهم ولكن بر الوالدين هو أن تضع النفس تحت قدميهما، ذلك هو رد الجميل وتلك هي ما تعني كلمة بر، فكم من شخوص كبروا وتمركزوا في أعلى المراكز ونالوا أعلى الدرجات العلمية وعندما وصلوا تناسوا واستنكروا لمن كان السبب في هذا.
تلك الأبيات عندما قام دكتور محمد بكتابتها قام برسم الحالتين ودمج بينهما في صورة شاعرية حزينة مؤلمة ليجعل القارئ يستشعر بمعاناة الأب في تربية أبنائه وعندما أصبح الابن «أنا» استنكر لمن جعله يقول: «أنا».
مسك الختام: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا).
[email protected]