كثيرا ما كتبت وقمت بالتعليق بأن مجتمعاتنا لا تمتلك ثقافة العديد من الفنون وأولها «فن الأوبرا»، منذ سنوات وشهور ذكرت في العديد من مقالاتي وحواراتي الصحافية بكيفية إنشاء دار الأوبرا وإحياء ذلك الفن الراقي في مجتمعنا وأغلبيته لا يمتلك ثقافة فن الأوبرا؟ غضب العديد مما كتبت وهاجم الكثير حواراتي وظن البعض بأن كتابتي ما هي إلا حروف نابعة من نظرة تشاؤمية، وها نحن اليوم تتعالى الأصوات وتسن السيوف للقائمين على الاحتفالات المقامة في المجمعات وغيرها من تجمعات للجمهور والقصة والحكاية ما هي إلا فنون لثقافات أخرى، وتبون أوبرا بعد؟
اليوم نكرر ونعيد ونذكر لعل حروفنا وكلماتنا تصل لمن لديهم القرار في تغيير المفاهيم وكسر القوالب «المتصخرة» لمفهوم الثقافة والفنون، قضيتنا اليوم تنحصر في كل ما هو «قبل»، بمعنى أننا قبل أن نقدم على الشيء لا بد أن نغرس مفاهيم ذلك الشيء، هي ليست حكمة ولا معادلة بل هي الحقيقة التي وجب علينا أن نقوم بها في كل شيء نقدم عليه، فعلى سبيل المثال لا للحصر عندما يقع الاختيار على الكويت بأن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام كان لا بد قبل الاختيار أن يغرس في بعض أفراد مجتمعنا ما معنى ثقافة إسلامية؟ وما معنى اختيار الكويت لهذا؟ وما أهمية اختيار عروس الخليج لذلك؟ وما الفنون التي ستقدم لتلك المناسبة؟
جميع ما ذكرناه من علامات استفهامية كان لا بد أن يقام بها قبل الأنشطة من خلال المدارس والجامعات والصحف اليومية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية لتمهد لهذا الحدث التاريخي وتغرس في مجتمعنا بذور الفنون والثقافات الخارجية التي ستقدم من خلال هذا العرس الثقافي لكي لا يحدث مثلما ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي ونضرب بقضية لا أساس لها غير أن بعضا من المجتمع لا يمتلك ثقافة مما قدم من فن راقٍ، ونقول لمن حمل سيفه على ذلك الفن: ماذا تعرف عن فن الأوبرا؟ وما مقوماتك في علاقات الثقافية بين الدول؟
مسك الختام: تحية حب لكل من غرس بذرة ثقافية في أرض الكويت وفي نفوس وعقول شعبها.
[email protected]