عندما نقوم بجمع تلك الحروف يكون الناتج كلمة «تسول» التي كانت بالأمس البعيد ما هي إلا ظاهرة بل طفرة إلى أن أصبحت واقعا في واقعنا المعيش، نعم تلك هي الحقيقة وهذا هو التسول الذي فجأة أصبح مهنة نراها على مدار يومنا في الكثير والعديد من الأمكنة مع العلم بأنها كانت بالأمس ما هي إلا حالات فردية وفي أماكن قليلة ومحدودة فكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ وهل أصبح بالفعل التسول مهنة؟
التسول كلمة تطلق على من يطلب المال للحاجة أو الطعام لسد الجوع أو المبيت لمن لا يمتلك مأوى، ومن هنا تأتي المفارقة، فمجتمعنا يمتلك العديد من النعم والكثير من الرخاء ونحمد الله ونشكره على هذا، ولكن عندما نرى العنصر المضاد لتلك النعم تحدث الدهشة وتقوم المفارقة فالعنصر المضاد هو التسول عنصران لا يوجد بينهما أي تواصل أو رابط، والسؤال الذي يطرح نفسه من تلك المفارقة من هؤلاء الذين أصبحوا يملأون شوارعنا باسم التسول؟
سطورنا اليوم لا تخص جهة محددة بل قضيتنا اليوم هي قضية عامة وجب علينا وجود حل جذري لها ورجاء لا نريد لجانا ولا دراسات لأن التسول عندما يتفشى في مجتمعنا بتلك الصورة فما هو إلا دقات لأجراس الخطر على مجتمعنا.
هؤلاء الأطفال ومنهم شباب منهم من يقوم ببيع محارم ورقية وآخرون يحملون بيدهم أنوارا كهربائية وأطفال منهم يقومون ببيع «العلكة» والعديد والكثير مما يباع باسم التسول ولا نعلم ما يخفى في باطنها!
العديد من التساؤلات ولا بد على الإعلام والأمن وغيرها من المؤسسات والجهات الحكومية تسليط الضوء والبحث عن الأجوبة والحلول للكثير من التساؤلات أولها: من هؤلاء؟ وإذا هم لا ينتمون لمجتمعنا فأين آباؤهم؟ ومن كفيلهم في الدولة؟ بل أين جمعيات الطفولة من هؤلاء الأطفال؟ والسؤال الأول والمهم من الذي يديرهم ويقودهم؟ فليس من العقل والمعقول أن هؤلاء الأطفال والشباب يقومون بالتسول والبيع دون شخص يدير لهم عجلة التسول؟
٭ مسك الختام: كلماتنا ليست بفلاشات إعلامية بل هي قضية أمن وطن وأمان المواطن، قضيتنا اليوم من السهل بأن نجمع حروفها وتكون كلمة تسول، ولكن غدا قد يكون من الصعب تفكيك حروفها لأنها لن تكون كلمة تسول.
[email protected]