في إحدى يمعات الاثنين عند أستاذي «بومبارك»، الله لا يقطعها عادة، كان سؤالي له مباشرا: بابا ليش الدنيا علمت الناس الطمع؟ فأجاب: الدنيا ما علمتنا الطمع إحنا إلى طمعنا فيها! فسألت: اشلون ما فهمت جملتك أستاذي! لحظة صمت من الجميع بانتظار رد بومبارك فأجاب: اشرايكم أحازيكم اليوم إحزاية كان أجدادنا يقصونها علينا وإحنا صغار، الكل: ونحن لك آذان مصغية وعقول واعية.
وبدأ يقص علينا بومبارك:
سمعوا يا محفوظين السلامة، يحكى أن فتى ذهب لأبيه طالبا أن يتزوج من فتاة رآها وأعجب بجمالها وسحر عيونها، وعندما سمع الأب ذلك الخبر فرح وسعد لما سمعه من ابنه، وعلى الفور سأله: أين تلك الفتاة لكي أخطبها لك؟ وهنا قام الابن والأب بالذهاب لبيت الفتاة لخطبتها وعندما دخلت عليهم أعجب بها الأب وإذا به يقول لابنه: أنا لا أوافق على زواجك من تلك الفتاة بل أنا الذي سوف أتزوجها، وبعد مشاجرة حدثت ما بين الأب والابن قاما بالذهاب لمركز الشرطة ليشتكيا على بعضهما البعض، وهنا الضابط وبعد سماع أقوالهما قال: قبل إعطائي الحق لأي منكما بالزواج من تلك الفتاة لابد أن أرى الفتاة لكي أحكم بينكما وعندما رآها ضابط الشرطة أعجب بجمالها، فقال للابن والأب: تلك الفتاة لا تصلح لكما فهي تصلح لشخص مرموق مثلي وأنا الذي سوف أتزوجها! وهنا أصبحت الفتاة مشكلة ونزاعا ما بين الأب والابن والضابط فقاموا بالذهاب للوزير لحلّ ذلك النزاع والفصل بينهم لمن يستحق الزواج بتلك الفتاة، وبالفعل ذهبوا إلى الوزير وحكوا مشكلتهم وسمع لكل منهم وبعد ذلك قال الوزير: قبل أن أحكم بينكم وجب على أن أرى تلك الفتاة! وبالفعل أمر بحضور الفتاة ليسمع منها وأيضا ليراها وعندما حضرت أعجب بها الوزير فقال لهم: ذلك الجمال لا يمتلكه إلا الوزراء مثلي وأنا زوج لهذا الجمال، اتسعت دائرة النزاع على من يتزوج تلك الفتاة إلى أن وصل الأمر لقاضي القضاة فأمر بإحضار الابن والأب وضابط الشرطة والوزير والفتاة وقبل أن يسمع شكاواهم وخصومتهم أعجب بالفتاة وقال: أنا زوج تلك الفتاة، وهنا قامت الفتاة بالركض وقام كل من الابن والأب وضابط الشرطة والوزير وقاضي القضاة بالركوض وراءها وفجأة وهم يركضون خلفها سقط الأربعة في حفرة عميقة ثم نظرت إليهم الفتاة من أعلى وقالت: هل عرفتم من أنا؟ أنا التي يطمع فيّ أغلب الناس ويتسابقون ويلهثون طمعا فيّ متناسين دينهم وأخلاقهم ومبادئهم من أجلى إلى أن يقعوا في قبورهم وهم لم يمتلكوا مني شيئا غير الطمع أنا «الدنيا» التي طمع فيها الكثير ليمتلكوها ولكن لم يمتلكها أحد.
٭ مسك الختام: املك من الدنيا ما شئت.. لكنك ستخرج منها كما جئت.
[email protected]