خلال هذا الأسبوع كنت مدعوة إلى مؤتمر خارج الكويت، وكان محور المؤتمر هو التحدث عن طبيعة الحالة السياسية والاقتصادية والتربوية والرياضية لكل دولة مشاركة فيه، أي إعداد بحث مصغر عن طبيعة كل دولة، وبعد موافقتي على الذهاب أخذت في كتابة بحثي، وهنا استوقفني قلمي وتفكيري فيما سأكتبه عن الكويت، فلابد عليّ أن أعرض صورة بلادي بطريقة متحضرة وجميلة، ولكن كيف ذلك ونحن نمر بأوضاع شبه متدهورة على جميع الأصعدة، وعند التفكير في كيفية الكتابة دخلت عليّ أختي (أم عبدالرحمن) بكوب من عصير الكوكتيل، فوجدتني بين أوراقي وكتبي فإذا بها تمسح على رأسي وتدعو لي بالتوفيق ثم خرجت، وهنا نظرت لكوب الكوكتيل وتخيلت أن هذا الكوب هو بحثي الذي سأكتبه، فكل منا يعلم أنه ليس جميع الفاكهة تكون طازجة أو طعمها حلوا ولكن عندما نقوم بخلطها وإضافة بعض السكر أو العسل إليها، من الممكن أن نحصل على عصير الكوكتيل الجميل الذي بين يدي، وهنا قامت فكرة بحثي على هذا المبدأ، وهو كتابة المشاكل مع تطعيمها بالمقترحات المستقبلية التي نسمع عنها، وللأسف لا تحدث ولا نعلم متى ستنفذ، ولكن عندما نضع تلك المقترحات تعطي للبحث رونقا، ثم كتبت البحث على شكل نقاط وهي كالآتي:
توجد مشاكل في التربية والتعليم فهناك المباني المهدمة والصفوف غير المزودة بالكراسي الكافية، وعدم توافر ملاعب مناسبة في عدد من المدارس، ولكن في الخطة الجديدة ميزانية مالية كبيرة لإنشاء مدارس جديدة على أن يتوافر فيها كل من الملاعب وأجهزة الكمبيوتر لكل طالب وهذا تحت الدراسة إلى الآن.
توجد مشاكل في التعليم العالي تكمن أيضا في المباني الجامعية القديمة وعدم صلاحية بعضها للاستخدام الآدمي، ورغم هذا توجد جامعة الشدادية تحت الإنشاء ولكن لا نعلم متى سيتم افتتاحها.
أما الرياضة فرغم عدم وجود ملاعب مجهزة ورغم عدم تهيئة الحالة النفسية والرياضية للاعبين ورغم صراع الكراسي، إلا أننا نقوم بعمل مباريات ونفوز بل يوجد عندنا مبنى يقال انه سيكون من أكبر الملاعب في الوطن العربي ولكن لماذا لم يفتح إلى الآن لا نعلم الأسباب؟
أما بالنسبة للاقتصاد فنحن نعيش أزمة اقتصادية عالمية لم تقتصر تبعاتها على الكويت فقط، ولهذا يخاف البعض من إسقاط فوائد القروض.
وبالنسبة للحالة الثقافية والإعلامية أصبحنا نمتلك الكثير من القنوات الإعلامية التي تبث الفضائح السياسية وتقدم البرامج الحوارية التي جعلت الكل يحلل ويفتي في مستقبلنا، ورغم وجود قنوات حكومية ومن بينها قناة ثقافية إلا أننا عندما نشاهد هذه القنوات الحكومية نشعر بأننا نشاهد قنوات لدولة أخرى، أما بالنسبة للقناة الثقافية فحدث ولا حرج، حيث لا تعرض غير التقارير القديمة للمهرجانات وندوات من عصر الدروازة.
أما بالنسبة لمشاكل المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة فقد نوقش أمرهم وأقرت القوانين التي ستكون في صالحهم، كما سمعنا وقرأنا عن مشروعات حددت لها ميزانيات مالية كبيرة ولكن لم نشاهد أي تفعيل لها.
وفي نهاية بحثي رأيت أنني وضعت كثيرا من المشروعات التي نسمع عنها والتي تم تنفيذ بعضها والبعض الآخر تحت الدراسة، ولكن حصيلتنا هي كوكتيل من المشاكل مضاف إليه الأمل ليحلو لنا شربه.
كلمة وما تنرد:
هكذا علمتني الحياة أن أكون واثقة من نفسي وهذا لا يعني الغرور وعندما أبكي لا يعني الغرور.
[email protected]