كثيرا ما نسمع بمصطلح «ضغوط نفسية» وسيتبادر إلى ذهنك عند سماعه صورة موظف مرهق أوجعه الصداع أمامه الكثير من العمل المكتبي لينجزه، أو فتاة في الجامعة تبكي لقرب انتهاء الوقت المحدد لتسليم البحث الجامعي، ولعل المفاجأة هي علمك بأن ما سبق ليس بـ «ضغط» بل نتيجة عدم إدارة الضغوط اليومية.
تقوم بالصيانة الدورية لسيارتك في وقت محدد حتى وإن لم تتعطل! استخدامك للسيارة ضغط دائم لها يتراكم بها وستظهر المشاكل فور تأخرك عن موعد الصيانة. كل ما تقوم به يوميا من الاستيقاظ صباحا وسماع صوت المنبه والزحام الذي تعلق به والأعمال الروتينية والقرارات كانت بسيطة كاختيار نوع القهوة أو مصيرية والجدالات والنقاشات مع من حولك كلها ضغوط تتراكم دون أن تشعر بها وجميعها يستهلك الزيت في محرك عقلك وجسدك! الضغوط موجودة في كل وقت والصحيح هو موازنتها دوما لا القضاء عليها، فهذا من المستحيل!
معظمنا يخلط بين الضغوط ونتيجة تراكمها وظهورها على شكل مرض أو انفجار أو اكتئاب، فيسمي مرحلة الانفلات وعدم السيطرة بـ «ضغوط» ولا يدرك بأنها مرحلة نهائية من تراكم الضغوط تسمى الاحتراق النفسي!
الأغلبية تركز على حل المشاكل والعراقيل التي تؤدي إلى الضغوط بينما يفترض بنا إدارة الضغوط، فهناك مشاكل لا حل لها وهناك من لا مشاكل لديه ولكنه تحت ضغط مستمر، والسؤال ما السبيل للتعامل مع هذا كله؟
إن كانت لك مشكلة ظاهرة واستطعت التعرف عليها فحاول حلها إن استطعت. الطريقة الثانية هي التخفيف من أثر الضغوط ومعادلتها. هناك ضغوط تتراكم شئنا أم أبينا وقد لا نعرف مصدرها أصلا، وقد تكون مجرد تراكم لأمور نحسبها روتينية أو لا تصنف ضمن «الضغوط» ولتنفيسها هناك قواعد عامة منها: الرياضة المنتظمة ولو نصف ساعة من المشي يوميا، وجودة النوم وتضم ساعات النوم وتوقيته (نوم الليل لا يعادله نوم آخر) والأكل الصحي والابتعاد عن النقاشات المكررة العقيمة - خصوصا في بيئة العمل أو في التجمعات التي يقصد بها المتعة كالديوانيات وتجمعات الأصدقاء- كالآراء السياسية والرياضية التي تنتهي غالبا بالانفعال وتكريس مشاعر الغضب أو الكراهية.
ومن الطرق أيضا المحافظة على علاقات ذات جودة عالية مع المقربين كالعائلة والزوجة والأبناء والأصدقاء ولهذا أثر نفسي نافع جدا!
تراكم ضغوطك اليومية سيوصلك للاحتراق! سترى وقتها الدنيا بعقل مشوش شاحبة لا ألوان فيها، لا فرح ولا أمل وهذا كله بسبب أمور صغيرة يومية لم تتعامل معها في حينها!
@DrNawras