التحرك الإغاثي للمسلمين في جميع أنحاء العالم هو واجب على كل مسلم وعلى كل ضمير حي يعلم أن إخوته في الإسلام يمرون بمحنة وبحاجة لمساعدتهم فقد تكون هذه الأزمة التي يمر بها إخواننا المسلمون اختبارا لنا من الله حتى يرى من منا سيقف معهم ومن سيتخاذل عن نصرتهم، عبر رفع معاناتهم التي تتفاقم لافتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية من عدم وجود مدارس لاستيعاب الأطفال الذين بلغوا من العمر ما يستوجب دخولهم الابتدائية وبعضهم المتوسطة أو المدارس الثانوية، فهم لا يعرفون القراءة والكتابة كما تفتقر هذه المناطق الى الخدمات الصحية التي تكفل لهم الحياة بأمن وسلامة فلا توجد مستشفيات ولا مراكز طبية بسبب الحروب الداخلية التي دمرت كل منشأة فجعلت من بلادهم أشلاء وطن بدلا من بلاد معمورة، ومن ناحية ثانية الاضطهاد العنصري الديني لبعض الدول الأخرى التي تتخذ ممارسات عنصرية ضد من يتبع دينا معينا فتحرمهم من حقوقهم المدنية أو الاجتماعية أو الثقافية.
تحتم علينا المبادئ الإيمانية والأخوة الإسلامية حقوقا وواجبات تجاه الدم الإسلامي الذي يراق، والأعراض التي تنتهك، وصرخات المظلومين التي تخترق الآذان ولا تعيها القلوب.
وكم هي مؤلمة ومؤثرة في النفس هذه الفرقة بين المسلمين والوهن والوهم الذي زرعه الأعداء في قلوب وعقول الناس بأنهم القوة التي لا تقهر، وأن العرب والمسلمين لا طاقة لهم بهؤلاء، فما علينا إلا أن نصرخ في وجه هذه الشعارات الزائفة وأن نريهم حقيقة الأخوة العربية والإسلامية التي تستطيع قيادة العالم.
وأنا أتعجب عندما أرى الدول الكبرى تغضب عند مقتل أحد منهم حيث يتحرك مجلس الأمن وما يتبعه من دول أعضاء فيه ثم تتنادى هذه الدول بحقوق الإنسان، أما استغاثات اخواننا المسلمين في أنحاء العالم فمهما وصلت من الألم فهي غير مسموعة، وهذه مفارقة عجيبة جدا في النظر إلى آدمية الناس وحقوقهم، إنها نظرة العصبية المتكبرة الجبارة تجاه الشعوب الإسلامية والعربية.
نناشد الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان أن تتدخل لوقف الدماء والحروب والعنصرية ضد الدين الإسلامي الذي لا يحارب أحدا بل يهدي إلى سبيل الحق.
لماذا لا تشتعل منصات التواصل الاجتماعي بنداءات نصرة المسلمين في بلدان الأقليات المسلمة كما تشتعل عندما يتضارب فنانات أو مشاهير لا معنى ولا تغيير واقعي يحدث بعد خلافهم؟ فالأمر حقيقة لا يكلف شيئا، واعلم أنك مساءل عند الله عنها.