ليس بعيدا منذ أن كان لدينا التصور الأولي عما سيكون عليه حال الطلبة بعد الإجازة المتعلقة بانتشار الوباء المؤسف والمؤثر على أرواح أبنائنا.
فقد كان التصور مرتبطا بصفة أصلية بوقت الفراغ وإضاعة الصباح في النوم حتى الظهيرة وبعد ذلك ألعاب الفيديو ومطالعة الهواتف لساعات والسهر لساعات متأخرة دون استغلال هذا الوقت فيما يعود على الطلبة بالنفع في حياتهم الشخصية أو استغلال الوقت دينياً أو إفادة الوطن بهذا الشباب والطاقة الضائعة أمام شاشات الهواتف.
إن السبل الفضلى لاستغلال وقت الشباب فيما هو نافع وردعهم عن تضييع الوقت فيما لا ينفع وقد يضر هو بداية إشراكهم في الأعمال التطوعية التي تشركهم في المسؤولية والاجتماعية، فما أحوجنا الى استغلال هذه الطاقات في نشر الوعي المجتمعي حول مرض «كورونا» وطرق الوقاية منه.
وعلى الدولة، ممثلة بوزارة الشؤون، تشجيع الشباب والشابات على الانخراط في العمل التطوعي في ظل الظروف الحالية التي تطلب مننا تكاتف الجميع، ومن الجيد أن يتم صرف مكافآت مالية لأصحاب الفرق التطوعية المسجلة لدى وزارة الشؤون، وذلك من باب التشجيع والاستثمار في الشباب.
وبما أن الحياة أصبحت تعتمد اعتمادا كليا على التطور التكنولوجي الفائق السرعة فلمَ لا تستفيد وزارة التربية من التواصل مع الطلبة عن طريق الفصول الدراسية المتبقية لتكملة المنهج الدراسي وتطبيق اختباراتهم عن طريق الإنترنت لتكملة الفصل الدراسي الثاني دون الحاجة الى الذهاب للمدرسة والتواجد في ظل الظروف الخطرة، ومنها تخفيف تزاحم الطلبة، ومنهم من ليست لديه المناعة القوية لتحمل الانفلونزا العادية، ومنهم من يعاني نقصا في فيتامين (د)، أما المرحلة النهائية لطلبة الثانوية فستكون هناك القدرة على احتواء أي حالة اشتباه بـ «كوفيد ١٩» والتعامل معها بسرعة دون تعريض الآخرين للخطر.
الاستخدام الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن «السوشيال ميديا» استحوذت على عقول الجيل الجديد، فلماذا لا نستغل منصات التواصل الاجتماعي لرفع الوعي المجتمعي حول هذا الوباء؟ فعلى وزارة الإعلام استغلال الطاقات الشبابية بعمل حملات على السوشيال ميديا يقودها طلبة المدارس والمعاهد والجامعات وتعليمهم كيفية تجنب الإصابة به وهكذا يكون دور الشباب هو عقد حملات توعوية في منصات التواصل الاجتماعي وعقد ندوات تثقيفية على أن تتحمل وزارة الإعلام تكاليف الندوات التي تعقد في الأماكن العامة، وبذلك يمكن أن يتم استغلال وقت الأبناء فيما يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن باكتساب خبرات في الأعمال التطوعية.