العادات القديمة لابد لها أن تعود كما هو حال كل شيء، فقد بدأ عالم الموضة الحديث يعود إلى أشياء قديمة كنا نعرفها قديما، فقد ظهرت لنا حديثا ماركات عالمية باهظة الثمن وكانت قديما في متناول يد الجميع، فكلنا يذكر تلك الحقائب الكبيرة التي كان يكتب عليها «رحلة سعيدة» فقد عادت الآن بنفس التصميم ولكن بأسعار مرتفعة جدا.
المطارح الصفراء الأرضية ذات الورود السوداء والبيضاء الصغيرة التي كنا ننام عليها الآن أصبحت ثيابا تحمل أسماء ماركات عالمية يتفاخر بها من يقتنيها لأن غالبية الناس لا يستطيعون دفع ثمنها وعلى هذا القياس فإن طريق العودة مفتوح للوسائد المكتوب عليها «صباح الخير».
وبما أن كل شيء سيعود لأصله حاله حال البشر الذين سيعودون إلى التراب الذي خلقنا الله منه فإن هناك عادة قديمة منتشرة بيننا وكنا نستخدمها أيام المراهقة في حال وقع شجار بيننا فقد كان هناك اتفاق معلن بين الأصدقاء يتلخص بمقولة «تطب معانا».
تلك العبارة هي صيغة استفسار يقولها أحدهم لأخذ الموافقة لمعرفة العدد الذي سيكون معهم في الهوشة التي سيقومون بها وتقال بنبرة تحس أنها صيغة تحذيرية وتهديدية في نفس الوقت، تجعلك تفكر ألف مرة فيها لأنك قد تحتاج لهم في يوم من الأيام فيقولون لك «تطب معانا.. نطب معاك» وتضطر للموافقة مع علمك أن من ستطب معهم ليسوا على حق.
لقد لاحظنا عودة حياة المراهقة إلى حياتنا السياسية فتجد أن البعض يستخدم نفس الجملة التحذيرية فيقولون «توقف معانا.. راح أقف معك» وتكون حال من يوافق حال الذي طب معهم وهو يعلم أن من طلبوا منه الوقوف معهم ليسوا على حق ولكنها المراهقة المتأخرة وفهمكم كفاية.
أدام الله من طب معهم بالحق ولا دام من طب معهم من أجل أن يطبون معه في الهوشة القادمة.
[email protected]