دأبت البشرية منذ نشأتها على تغيير بعض النظريات بأخرى أكثر دقة واستقراء، ومن أشهر النظريات التي بدلت بغيرها نظرية الكون علم العلوم «الفلك»:
كان المعتقد لدى الأقدمين أن الارض في مركز العالم وأن القمر والشمس وبقية السيارات تدور حولها وكذلك النجوم، وأن الارض تدور حول نفسها مرة كل يوم، وبهذه الحركة يتكون الليل والنهار ويكون شهر القمر وسنة الشمس وسنون لسائر الكواكب، وهذه النظرية تسمى نظرية بطليموس، وهو عالم فلكي يوناني من علماء الاسكندرية، عاش في القرن الثاني للميلاد، وهو مؤلف كتاب «المجسطي» أول كتاب في علم الفلك، وقد نقله العرب الى اللغة العربية في صدر الدولة العباسية وأخذ العرب نظريته هذه كما كانت هذه النظرية سائدة في أوروبا حتى مطلع القرن السادس عشر الى ان جاء كوبرنيكوس بنظريته الجديدة التي قلبت علم الفلك رأسا على عقب وأثبتت بطلان النظرية القديمة.
قلنا ان نظرية بطليموس بقيت سائدة قرابة اربعة عشر قرنا حتى ظهر كوبرنيكوس 1473ـ1543 ونشر رأيه الجديد المسمى بالنظرية الجديدة أو ثورة كوبرنيكوس، وهي ان الشمس مركز المجموعة الشمسية واننا بأرضنا مع بقية السيارات الأخرى ندور حولها، وهذه النظرية انزلت الأرض من عليائها ومركزها الممتاز وهيأت الأذهان وحفزتها للشعور بأن أرضنا التي نعيش عليها ضئيلة جدا وانها اقل شأنا مما تصور القدماء، وكان كوبرنيكوس مترددا خائفا وقد قدم هذه النظرية على اعتبار انها فرضية، فلم يشتد عليه غضب رجال الدين، ثم جاء بعده غاليليو 1564ـ1642 وكان أكثر جرأة من كوبرنيكوس وأشهر منه لاكتشافاته العظيمة، وقد امرته محاكم التفتيش بأن يرتد عن أخطائه، فوعد بأنه سيقلع عن آراء كوبرنيكوس فقضى بقية عمره معتقلا ومراقبا فأصيب بالعمى ثم مات.
البقية الثلاثاء المقبل