صالح الشايجي
أتردد كثيرا حين الكتابـة عن الأصدقاء، أجد في ذلك الأمر أو تلك الكتـابة نوعـا من تزكـية الذات! أبقـى حائرا. . أفـرد الصفحة ثم أطوي القلم، أو أطوي الصفحة ثم أفرد القلم!
تلك حيرة أقع فيها مثلما يقع غيري من الزملاء. . ربما. . وحين اكـتب عن «صـلاح السـاير» فـإن التـردد يجـاوز درجات مـقيـاس ريختـر، وهو يرصد زلزالا يابانيـا، وبين الحالين، الاستـجابة والنكوص، القيام والجلوس، التحـبير والتبييض، تتولد حالة التردد.
تجـاوزت حـالة التـردد لأكـتـب عن «الكشـاف صـلاح الساير».
ارتدى بزة الاكتشـاف وتمنطق بعدة «الكشاف» وتسلح بأدوات الرصـد وبـزوادة على ظهـره. . وضـرب فـي عـمق الصحـراء شمـالا وجنوبا وغربا، وامتـطى زوارق الشرق، فكانت رحلة «الكشاف» للـ «اكتشاف».
اكتشاف ماذا؟. . وأين؟ اكتشاف جديد للكويت البلد. . التاريخ. . الناس. . الخطأ. . الحقيقة.
جملة مـعطيات حملها «الكشـاف». . جمعهـا، نثرها بين عيـون مشـاهدي تلفزيون الكويت، حـقائق كانـت مطمورة بتراب التاريخ، أخرجهـا الكشاف من جوف السنين، قصص أخذت أبعـادا غير حقيـقتها، صـوبها الكشاف بثاقب بـحثه وتمحيصه وتدقـيقه. . !
لم يستسهل السـهل، ولم يستصعب الصعب، صـعّب السهل ليسـهله. . وسهل الصـعب وقدم لنا أنشودة وطنيـة لا علاقة لهـا بمجاميع الصـغار تلوح يمينا وشمالا تردد كـلاما لا ينفع البلاد ولا يستـقر في قاع ولا في فؤاد. . كمـا نشاهد في أكثر مناسبـاتنا المسماة ـ مع الأسف ـ «وطنيـة»! لقـد جعـلوا «الوطن» مناسـبة لاقـتـراف الآثام واغـتـراف الأمـوال!
لكن «الكشـاف» لم يفـعل ذلك، بل راح يغسل آثام الآثمين.
صحح وقـوم وأعاد الحق إلى أصـحابه! اخـتلف الرواة حـول «راس رشدان» وهو مـوقع بحـري معـروف عند أهل البـحر، فـمن هو رشدان؟ قـيل أن «رشدان» اخـتبـأ في هذا الموقع هربا من جريمة ارتـكبها!
هكذا قـولوا وربربوا، حتى جاء الكشـاف ليعيد لـ «رشـدان» تاج الحقيـقة ويكشف أن «راس رشدان» نـسبة لـ «سـليمـان رشدان العازمـي» أحد الخـيرين وأصحاب الفـضل، وما رأس «رشـدان» إلا منارة كويتية بيضاء!
تلك واحدة من اكتشافـات «الكشاف» صلاح الساير، أعاد التاج إلى «رأس رشدان» فلـ «صلاح» الشكر، ولـ «رشدان» الرحمة، وللـ «كشاف» السلام!