صالح الشايجي
قاسم.. ابا الخير.. «صح الموت»!
أنمت؟ ام مت ملء عينيك عن شواردها؟!
مرعب ان تموت.. مرعب ان تخلو الحياة منك..
انت جزء كبير من ذاكرتنا الكويتية.. من الخزانة الكويتية..
جئت في زمن بهيج.. في زمن تقاعد فيه البعير.. وتوارى فيه الطين.. واحتجب الرمل.. وانطفأ «الفنر».. ورمى البحر بيديه الى سيدنا الجديد «النفط»..
صارت الكويت ورشة.. ضجيج هنا.. صخب هناك.. جلبة.. تزاحم.. اصوات متداخلة.. مطارق.. مسامير.. اسمنت.. حديد.. شيء ما ينهض على الارض.. وشيء ما يسير تحتها..
هنا كنت انت.. لا لتدق مسمارا او تحمل طابوقا او تقود شاحنة محملة بالاسمنت والحديد..
بل جئت تنهض مع الناهضين بصحافة كانت اقرب للمتسولة على ارصفة اللئام.. فأغنيتها بزادك.. جمّلتها.. زيّنتها بعدة العرس وزوّجتنا إياها.
قاسم افيوني.. ابا الخير..
عذرا.. من جديد اسألك.. هل مت؟!
اعرف الموت غادرا.. فهل غدر بك أم بنا؟
هل بلع الموت لسانك «الطويل» الجميل؟ هل ماتت معك كلماتك؟ هل وُسّدت قلمك؟
هل تركت لنا شيئا من ارثك الجميل نشاطر فيه ورثتك الشرعيين؟ ام تركتنا بحسرة الحرمان؟ هلاّ ورّثتنا وسادة من كلامك ننام عليها حتى صبح الموت الذي سيبزغ لا نعرف متى؟
ابا الخير.. محمد قاسم خير الدين الافيوني.. هل مت؟ أم نمت؟
ان نمت فـ «صح النوم»، وان مت فـ «صح الموت»؟
سهل ان تموت.. وصعب ان نحيا.. وأنت ميت!