«فتش عن إيران» ابدأ مقالتك بهذه الجملة المقوسة المهللة، ولن تعدم الحيلة لاثبات الاتهامات على ايران في المشاكل التي تحدث في منطقتنا وحتى خارج منطقتنا!
وآخرها جريمة الاعتداء على كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد، وما أدراك ما بغداد! دم ونار ورماد، وآثام ذات أوتاد، عليها من كل طائفة شهود أشداد!
«ايران» تلعب بالنار وتترك أتباعها يتسلون بالرماد!
«حزب الله» يتسلى برماد المحكمة الدولية، و«المالكي» بتعطيل الحكومة العراقية، و«الحوثيون» بمشاغلة جند اليمن، و«بن لادن» وقاعدته بالطرود الملغومة، والى آخر ألعاب الموت التي تفرغت لها ايران وتخصصت فيها!
«ايران» التي هي حريصة كل الحرص على أن تكون ذات الكلمة العليا واليد الطولى في منطقتنا واقليمنا الخليجي، تعتقد أنها لن تستطيع أن تتحرك بحرية وتهيمن وتسيطر على الخليج بوجود قوى اقليمية قوية قادرة على مشاغلتها وارباكها ومناكفتها، فرسمت سياسة شراء تلك القوى ومشاغلتها، وابتدأت بتركيا التي كانت سريعة الاستجابة للاغراء الايراني، فشغلت نفسها بـ «سفن الحرية» ومعاداة اسرائيل وحجاب زوجتي «غول» و«أردوغان»!
وبما أن «مصر» قوة اقليمية كبرى وصانعة سياسة ـ دونما استعراض وفيهقة سياسية ـ وأكبر دولة عربية، فانها وهي بتلك المقاييس تعتبر العدو الاول والاكبر لايران ومن يهدد مشاريعها الاجرامية الارهابية ومن يقدر على التصدي السياسي لها، فقد راحت ايران تحاول أن تلعب لعبتها على مصر من خلال اثارة الفتنة الاسلامي ـ المسيحية فيها وهداها تفكيرها السقيم الى اختراع قصة مهاجمة كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد واظهار الامر على أن من قام بذلك الهجوم الوحشي هم جماعة اسلامية سنية متشددة، مطلبها اطلاق سراح امرأتين مصريتين مسيحيتين قيل انهما أسلمتا وأن الكنيسة المصرية رفضت دخولهما الاسلام واحتجزتهما في أحد الاديرة وهددت تلك الجماعة الارهابية مسيحيي مصر بناء على ذلك!
انها لعبة ايرانية مكشوفة، تقصد منها ايران ارباك مصر وتهديد أمنها الاجتماعي ونسيجها الوطني، بعدما عجزت عن مشروعها في نشر الفكر الشيعي السياسي في مصر رغم انفاقها الملايين على هذا المشروع والذي استغلت من خلاله تعلق المصريين بآل البيت المحمدي تعلقا دينيا وليس كما تريده هي بحيث يتماشى مع خطها السياسي المدمر والمرفوض من قبل الشيعة أنفسهم قبل أن يكون مرفوضا من غيرهم!
ولن تكون هذه هي المحاولة الايرانية الاخيرة ضد مصر بل هي ستبقى في محاولات مستمرة ودائمة ضد مصر لانها موقنة بأنها لن تستطيع تحقيق مشروعها في ظل وجود مصر قوية متماسكة، ولسوف تتكسر قرون ايران في مناطحتها للجبل المصري دون أن تستطيع أن توهن ذرة واحدة من ذلك الجبل!
والجميل والمفرح أن المصريين اكتشفوا لعبة ايران هذه سريعا ومسيحيوهم قبل مسلميهم، وأيقنوا بأن ايران تكيد لهم ولبلدهم ولذلك هم فوتوا الفرصة عليها بتلاحمهم وتأكيد وحدتهم الوطنية الراسخة!
ولن يفيد أن ننصح ايران بأن تلعب غيرها، لانها لا تنتظر نصيحتنا، بل هي لا تتوقف لحظة واحدة عن اللعب بـ «النار».
[email protected]